المبحث الرابع: تجوز البسملة وعدمها في الابتداء بما بعد أوائل السور ولو بكلمه لكل من القراء تخييرا، كذا أطلق التخيير في الوجهيين الشاطبي، كالداني.
ومنهم من خص البسملة عما وصل بها بين الصورتين كابن كثير وأبي جعفر، ويتركها عما لم يفصل بها كحمزة وخلف، وكان الشاطبي يأمر بالبسملة بعد الاستعاذة في قوله تعالى: ﴿الله لا إله إلا هو الحى القيوم﴾ [البقرة: ٢٥٥]، وقوله: ﴿إليه يرد علم الساعة﴾ [فصلت: ٤٧] لما في ذلك من البشاعة. قال في "النشر": وهو اختيار مكي في "التبصرة"، وينبغي أن ينهى عن البسملة [قياسا] في قوله تعالى: ﴿الشيطن يعدكم الفقر﴾ [البقرة: ٢٦٨]، وقوله: ﴿لعنه الله﴾ [النساء: ١١٨]، ونحو ذلك لبشاعته.
وأما الابتداء بما بعد/ (براءة) منها فلا نص للمتقدمين فيه، وظاهر إطلاق كثير من أهل الأداء كالشاطبي التخيير فيها. واختار السخاوي في "جمال القراء" الجواز وقال: ألا ترى أنه يجوز بلا خلاف أن


الصفحة التالية
Icon