ويلك، فحذفت اللام والكاف في موضع جر بالإضافة، فعلى المذهب الأول قيل: تكون الكاف حالية من معنى التشبيه كما قيل: ﴿ليس كمثله شئ﴾ [الشورى: ١١].
وعلى المذهب الثاني فالمعنى: أعجب لأن الله.
وعلى المذهب الثالث تكون (ويلك) كلمة تحزن، والمعنى، أيضا: / لأن الله، وقال أبو زيد وفرقة معه: ويكأن حرف واحد بجملته وهو بمعنى (ألم)، وقال الفراء: ويك في كلام العرب (كقول العرب): أما ترى إلى صنع الله. وقال ابن قتيبة عن بعض أهل العلم: معنى ويك: رحمة لك، بلغة حمير. انتهى.
وأما القسم الثاني وهو المتفق عليه، فاعلم أن الأصل في كل كلمة كانت على حرفين فأكثر أن تكتب منفصلة من لاحقتها، ويستثنى من ذلك كلما دخل عليه حرف من حروف المعاني، وكان على حرف واحد نحو: ﴿بسم الله﴾ [الفاتحة: ١]، و ﴿بالله﴾ [البقرة: ٨]، و ﴿تالله﴾ [يوسف: ٧٣]، و ﴿لرسول﴾ [المنافقون: ٨]، ﴿كمثله﴾ [الشورى: ١١]، و ﴿لأنتم﴾ [الحشر: ١٣]، و ﴿انتم﴾ [البقرة: ١٤٠]، ﴿إنا لله﴾ [البقرة: ١٥٦]، و ﴿سيذكر﴾ [الأعلى: ١٠]، و ﴿قتلوكم﴾ [البقرة: ١٩١]، و ﴿لقد﴾ [البقرة: ٦٥]، و ﴿لسوف﴾ [الليل: ٢١]، ولام التعريف نحو: ﴿العلمين﴾ [الفاتحة: ٢]، و ﴿الخلقين﴾ [المؤمنون: ١٤]، كأنها لكثرة دورها نزلت منزلة الجزء مما دخلت عليه فوصلت.
وياء النداء نحو: ﴿يئادم﴾ [البقرة: ٣٣]، و ﴿يأيها﴾ [البقرة: ٢١]، و ﴿يبنؤم﴾ [طه: ٩٤].


الصفحة التالية
Icon