مع قوله: ﴿عذاب واصب﴾ [الصافات: ٩]، و} شهاب ثاقب} [الصافات: ١٠]، وقوله} بماء منهمر} [القمر: ١١] مع قوله: ﴿قد قدر﴾ [القمر: ١٢]، و} سحر مستمر} [القمر: ٢] ﴿وما لهم من دونه من وال﴾ [الرعد: ١١] مع قوله: ﴿وينشئ السحاب الثقال﴾ [الرعد: ١٢].
الخامس: كثر في القرآن ختم الفواصل بحروف المد واللين وإلحاق النون، وحكمته وجود التمكن من التطريب بذلك. قال سيبويه: إنهم إذا لم ترنموا يلحقون الألف والياء والنون، لأنهم أرادوا مد الصوت، ويتركون ذلك إذا لم يترنموا، وجاء القرآن على أسهل موقف وأعذب مقطع.
السادس: حروف الفواصل إما متماثلة أو متقاربة، فالأولى مثل:
﴿والطور (١) وكتب مسطور (٢) في رق منشور (٣) والبيت المعمور (٤)﴾ [الطور: ١ - ٤] والثاني مثل: ﴿الرحمن الرحيم (٣) ملك يوم الدين (٤)﴾ [الفاتحة: ٤، ٣] ﴿(ق والقرءان المجيد (١) بل عجبوا ان جاءهم منذر منهم فقال الكفرون هذا شيء عجيب (٢)﴾ [ق: ٢، ١]. قال الإمام فخر الدين وغيره: وفواصل القرآن لا تخرج عن هذين القسمين؛ بل تنحصر في المتماثلة والمتقاربة، قال: وبهذا يترجح مذهب الشافعي على مذهب أبي حنيفة في عد الفاتحة سبع آيات من البسملة، وجعل: ﴿صراط الذين.... ﴾ إلى آخرها