تفسد صلاته عند الكل، ولا يميز بين حرف وحرف. بخلاف ما قاله أبو نصر العراقي. ولا يعتبر تعذر الفصل بين الحرفين، ولا قرب المخارج، كما قاله محمد بن سلمة، إنما العبرة باتفاق المعنى، في قول أبي حنيفة ومحمد - رحمهما الله تعالى -؛ ولوجود المثل عند أبي يوسف. ولو قرأ: ﴿إنه ظن أن لن يحور (١٤)﴾ [الانشقاق: ١٤] "يحول"، مكان "يحور" قال أبو القاسم الصفار البلخي - رحمه الله تعالى -: لا تفسد صلاته؛ لأن التحوير، والتحويل، معناهما واحد. ولو قرأ: ﴿وفرش مرفوعة (٣٤)﴾ [الواقعة: ٣٤] بالقاف، اختلفوا فيه: قال بعضهم: فسدت صلاته لأن المرقوع ثوب خلق متمزق، وثياب أهل الجنة لا تكون كذلك.
وقال بعضهم: لا تفسد صلاته؛ لأن الرقعة عبارة عن نفس الشيء يقال: ثوب جيد الرقعة، إذا كان أصله جيدا. ولو قرأ: {وأخذ برأس أخيه