قرأ "سبحان الذي بيده ملكوت كل شيء" وكذا ما جاء في القرآن بالواو، والفاء، وبدونهما، إذا قرأ بغيرها لم تفسد صلاته. وإن كان حذف أصليا من كلمة وتغير المعنى تفسد صلاته عند أبي حنيفة ومحمد. كما لو قرأ: ﴿ومما رزقنهم﴾ [البقرة: ٣، والأنفال: ٣، والحج: ٣٥، والقصص: ٥٤، والسجدة: ١٦، والشورى: ٣٨] بحذف الراء والزاي، قرأ: ﴿وليقولوا درست﴾ [الأنعام: ١٠٥] بغير دال، أو قرأ: ﴿ومما خلقنا أنعما﴾ [الفرقان: ٤٩] بغير خاء، أو قرأ: ﴿واليل إذا يغشى (١) والنهار إذا تجلى (٢) وما خلق الذكر والأنثى (٣)﴾ [الليل: ١ - ٣] بحذف الواو عن "ما خلق" لأن الواو فيه واو قسم، [فإذا حذف حرف القسم] يصير جوابا للقسم، ويصير نفيا بعدما كان إثباتا، ولو تعمد به يكفر، فإذا/ جرى على لسانه سهوا وخطأ تفسد صلاته. وقالوا: على قياس قول أبي يوسف - رحمه الله تعالى - لا تفسد؛ لأن المقروء موجود في القرآن. ولو كانت الكلمة ثلاثية فحذف حرفا من أولها [أ] ووسطها، كما لو قرأ: ﴿عربيا﴾ "ربيا" بحذف العين، أو "عربا" بحذف "الياء" تفسد صلاته، أما لتغير المعنى، أو لأنه يصير لغوا في الكلام. وكذا لو حذف الحرف الآخر، نحو أن يقرأ: ﴿ضرب الله مثلا﴾ [الزمر: ٢٩، التحريم: ١٠] بحذف "الباء" فإن كان الحذف على وجه الترخيم لا تفسد صلاته،