تمثل في العقل قبح صورهم وصارت ثابتة لديه فشبهت شجرة الزقوم بذلك لتصور قبح رؤوسهم في العقل.
وأما وجه التشبيه فهو ينقسم إلى قسمين تارة يكون مفردًا وتارة يكون مركبًا.
فأما المفرد فأن يشبه شيئًا بشيء في شيء واحد كقولنا زيد كالأسد في الشجاعة وأما المركب فكالآيات المتقدمة مثل قوله تعالى: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ﴾ [النور: ٣٥] فإن وجه التشبيه مركب وأيضًا ينقسم وجه التشبيه إلى حسي وعقلي لأنه لا يخلو أما أن يكون وجه الشبه مما يدرك بالحس أو مما لا يدرك إلى غير ذلاك من التقسيمات وأما أداته فالكاف ومثل وما في معناها.
والأصل في نحو الكاف أن يليه المشبه به كقول الله تعالى: ﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا﴾ [البقرة: ١٧] ولو تقديرًا كقوله تعالى: ﴿أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ﴾ الآية [البقرة: ١٩ [فإن التقدير أو كمثل ذي صيب فحذف ذي لدلالة قوله تعالى: ﴿يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ﴾ [البقرة: ١٩] وحذف مثل لعطفه على قوله تعالى: {كَمَثَلِ


الصفحة التالية
Icon