الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ} [البقرة: ١٦] فاستعير لاستبدال الضلالة بالهدى والشرى وأتى بما يلائم المستعار منه وهو الربح في التجارة أو ما يلائم المستعار له وتسمى استعارة مجردة كقول الله تعالى: ﴿فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ﴾ [النحل: ١١٢] فاستعير اللباس للجوع بعلاقة الغشيان والتعميم كما أنت اللباس يعم الجسد وأتى بما يلائم المستعار له وهو الطعم بلفظ الجوع والخوف.
والترشيح أبلغ من التجريد عند أهل البيان أو لا يصحبها شيء مما يلائم المستعار منه والمستعار له وتسمى مطلقة كقول الله تعالى: ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ﴾ [الأنبياء: ١٨] فاستعير لظهور الحق على الباطل القذف واستعير لإذهاب الباطل وإعدامه بالحق الدمغ ولم يذكر ما يلائم المستعار منه ولا المستعار له.
فهذه إثنا عشر قسمًا هذه استعارة أصلية تحقيقية مرشحة أو مجردة أو مطلقة وقس على ذلك.