وقوله تعالى: ﴿وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين﴾ [الواقعة: ٢٧].
[٦] ومنها التنبيه والإيقاظ للسامع لينتبه ويستيقظ لما يلقى إليه، وما يعد عليه من النعم والامتنانات وما يسرد عليه من العبر والإشارات، كقوله تعالى -في سورة الرحمن-: ﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾ [الرحمن: ١٣] نيفًا وثلاثين مرة، إيقاظًا للسامعين، وتنبيهًا لهم على، نعم الله وامتناعه عليهم، وأدلة توحيده، ولذا ورد عن رسول الله ﷺ فيما أخرجه الترمذي عن جابر رضي الله عنه قال: خرج رسول الله ﷺ على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها، فسكتوا، فقال: «لقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانوا أحسن مردودًا منكم، كلما أتيت على قوله تعالى: ﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾ قالوا: لا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد». انتهى.
وذكر الزمخشري في الكشاف في تفسير سورة «اقتربت» عند قوله تعالى: ﴿ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر﴾ [القمر: ١٧، ٢٢، ٣٢، ٤٠]، فإن قلت: ما فائدة تكرير قوله تعالى: ﴿فذوقوا عذابي ونذر (٣٧) ولقد صبحهم بكرةً عذاب مستقر﴾؟ قلت: أن يتجدد عند استماع كل نبأ من أنباء الأولين ادكارًا وإيقاظًا، وأن يستأنفوا تنبيهًا واستيقاظًا إذا سمعوا الحث على ذلك والبعث عليه، وأن يقرع لهم العصا مرات، ويقعقع لهم


الصفحة التالية
Icon