الشن تارات لئلا يغلبهم السهو، ولا تستولي عليهم الغفلة. وهذا حكم التكرير: كقوله تعالى: ﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾ [الرحمن: ١٣] عند كل نعمة عدها في سورة الرحمن، وقوله تعالى: ﴿ويل يومئذ للمكذبين﴾ [المرسلات: ١٥] عند كل آية أوردها في سورة المرسلات، وكذلك تكرير الأنباء والقصص أنفسها، لتكون تلك العبرة حاضرة للقلوب مصورة للأذهان، مركوزة غير منسية في كل أوان. انتهى.
وقال في «عروس الأفراح»: فإن قلت: إذا كان المراد بكل ما قبله ليس ذلك بإطناب بل هي ألفاظ كل أريد غير ما أريد بالآخر، قلت: والأمر كذلك، ولا يرد عليه: أن التأكيد لا يزاد على ثلاثة؛ لأن ذاك في التوكيد هو تابع، وأما ذكر الشيء في مقامات متعددة أكثر من ثلاثة فلا يمتنع. انتهى.
ومن هذا النوع أيضًا قوله تعالى في سورة (الشعراء): ﴿إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين (٨) وإن ربك لهو العزيز الرحيم﴾ [الشعراء: ٨، ٩] كررت ثماني مرات، كل مرة عقب قصة، فالإشارة في كل واحدة من ذلك/ إلى قصة النبي المذكور قبلها، وما اشتملت عليه من الآيات والعبر. وقوله: ﴿وما كان أكثرهم مؤمنين﴾ إلى قومه. ولما كان مفهومه أن الأقل من قومه آمنوا أتى