نفي العبادة في الأزمنة الثلاثة. وكل هذه التعبيرات التي عبروا بها تكلف وتعسف. وقال بعضهم في وجه دفع التكرار: ﴿لا أعبد ما تعبدون﴾ [الكافرون] من الأصنام، ﴿ولا أنتم عابدون ما أعبد﴾ وهو الله، ﴿ولا أنا عابد ما عبدتم﴾ أي عبادتكم، فـ «ما» مصدرية، ﴿ولا أنتم عابدون ما أعبد﴾ أي عبادتي، فالجملة الأولى لنفي المعبود، والثانية للعبادة.
وعندي: أن الوجه في السورة ما ذكره المفسرون في أسباب نزول السورة، وأخرجه ابن جرير في تفسيره، والطبراني عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- أن رهطًا من قريش قالوا: يا محمد، هلم فاتبع ديننا ونتبع دينك، تعبد آلهتنا سنةً ونعبد إلهك سنةً فقال: «معاذ الله أن أشرك بالله غيره»، فقالوا: فاستلم بعض آلهتنا نصدقك ونعبد إلهك، فنزلت، فعمد إلى المسجد الحرام وفيه الملأ من قريش فقام على رؤوسهم فقرأها عليهم، فآيسوا. انتهى.