﴿لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة﴾ [الممتحنة: ١]، فـ «تلقون... » إلى آخره، تفسير لـ «اتخاذهم أولياء». وكذا قوله تعالى: ﴿الله الصمد (٢) لم يلد ولم يولد (٣)... ﴾ الآية [الإخلاص: ٢، ٣]، قال محمد بن كعب القرظي: لم يلد إلى آخره... تفسير لـ «الصمد»، وهو في القرآن كثير. قال ابن جني: ومتى كانت الجملة تفسيرًا لم يحسن الوقوف على ما قبلها دونها؛ لأن تفسير الشيء لا حق به ومتمم له وجار مجرى بعض أجزائه.
النوع الثالث عشر من أنواع الإطناب: الإطناب بوضع الظاهر موضع المضمر. وقد ألف في ذلك ابن الضائع تأليفًا مفردًا. وله فوائد:
[١] منها زيادة التقرير والتمكين، نحو: ﴿قل هو الله أحد (١) الله الصمد﴾ [الإخلاص: ١، ٢]، ﴿وبالحق أنزلناه وبالحق نزل﴾ [الإسراء: ١٠٥]، ﴿إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون﴾ [غافر: ٦١]، ﴿لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله﴾ [آل عمران: ٧٨].