قوله تعالى: ﴿قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم﴾ [يوسف: ٩٥]، فالضلال يحتمل الحب وضد الهدى، فاستعمل أولاد يعقوب عليه السلام ضد الهدى تورية عن الحب. كذا قال، فليتأمل.
وقوله تعالى: ﴿فاليوم ننجيك ببدنك﴾ [يونس: ٩٢] على تفسيره بالدرع؛ فإن البدن يطلق عليه وعلى الجسد، والمراد البعيد وهو الجسد، كذا قال.
ومن ذلك قوله تعالى- بعد ذكر أهل الكتاب من اليهود والنصارى- حيث قال: ﴿ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آيةٍ ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابعٍ قبلتهم﴾ [البقرة: ١٤٥]، ولما كان الخطاب لموسى من الجانب الغربي، وتوجهت إليه اليهود، وتوجهت النصارى إلى الشرق، كانت قبلة الإسلام وسطًا بين القبلتين، قال تعالى وتقدس: ﴿وكذلك جعلناكم أمةً وسطًا﴾ [البقرة: ١٤٣] أي: خيارًا، وظاهر اللفظ يوهم التوسط مع ما يعضده، من توسط قبلة المسلمين. [فصدق] على لفظ «وسط» ها هنا [أن] يسمى تعالى به لاحتمالها المعنيين. ولما كان المراد أبعدهما وهو «الخيار» صلحت أن تكون من أمثلة التورية.
قال الحافظ السيوطي -رحمه الله تعالى- وهي مرشحة بلازم المورى عنه، وهو قوله تعالى: ﴿لتكونوا شهداء على الناس﴾ فإنه لزم كونهم خيارًا؛ أي: