القرآن للناس من كل مثلٍ... } الآية [الكهف: ٤٩ - ٥٤]. وقال في (سبحان): ﴿فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم﴾ إلى أن قال: ﴿ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن... ﴾ الآية [الإسراء: ٧١ - ٨٩].
وقال في (طه): ﴿يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذٍ زرقًا﴾ إلى أن قال: ﴿فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه﴾ [طه: ١٠٢ - ١١٤].
ومنها أن أول السورة لما نزل إلى [قوله تعالى]: ﴿ولو ألقى معاذيره﴾ [القيامة: ١٥] صادف أنه ﷺ في تلك الحلة، بادر إلى حفظ الذي نزل، وحرك به لسانه من عجلته خشية من تفلته، فنزل [قوله تعالى]: ﴿لا تحرك به لسانك لتعجل به﴾ إلى قوله: ﴿إن علينا بيانه﴾ [القيامة: ١٥ - ١٩]، ثم عاد إلى الكلام إلى تكملة ما ابتدئ به.
قال الفخر الرازي: ونحوه ما لو ألقى المدرس على الطالب مثلا مسألة فتشاغل الطالب بشيء عرض له، فقال [له]: ألق إلى بالك وتفهم ما أقول، ثم كمل المسألة؛ فمن لا يعرف السبب يقول: ليس هذا الكلام مناسبًا للمسألة، بخلاف من عرف ذلك.
ومنها: أن النفس لما تقدم ذكرها في أول السورة، عدل إلى ذكر نفس المصطفى، كأنه قيل: هذا شأن النفوس، وأنت يا محمد نفسك أشرف النفوس، فلتأخذ بأكمل الأحوال.