مغفرة}، أي: ستر ونجاوز عن ما وقع من تقصير في الطاعة، وقوله: ﴿وأجر عظيم﴾ أي جزاء على الطاعة.
فإن قلت: قول الله تعالى: ﴿وجعل الظلمات والنور﴾ [الأنعام: ١] كيف جمع الظلمات وأفرد النور؟
الجواب: الأنوار لصفائها كشيء واحد، فلذا أفردت، والظلمات لكثافتها وتباعد بعضها عن بعض متكثرة، فلهذا جمعت.
وأيضًا فإن الأنوار قريبة إلى العالم الأعلى وعالم القدس فالأنسب بها الإفراد. والظلمات مناسب للعالم الأدنى والأنسب بها الكثرة فلهذا جمعت.
فإن قلت: قوله تعالى: ﴿فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمةٍ واسعةٍ ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين﴾ [الأنعام، كيف ناسبه أن يقال: ﴿ذو رحمةٍ واسعةٍ﴾ والمقام يقتضي ذو عذاب شديد أو صاحب عقاب شديد حيث إنهم كذبوا الرسل.
قلت: الجواب عن ذلك أن الله تعالى ذو رحمة واسعة لم يعجل العقوبة ولم يسارع بالنقمة على من عصى وتجرأ وكذب الرسل، بل يهمل ثم يكون عاقبة الإهمال الانتقام كما قال تعالى: ﴿ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين﴾ [الأنعام: ١٤٧].
فإن قلت: كيف الجمع بين قوله تعالى: ﴿ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون﴾ [الأعراف: ١٣٨]، وقوله تعالى:


الصفحة التالية
Icon