قلت: الجواب: لما كانت النعم توجب الشكر لله تعالى، وعلم سليمان أن الله تعالى جعل فيه استعدادًا كاملاً على شكر النعم، فطلب العظيمة لأجل أن يشكر الله تعالى، وطلب من شدة حبه للنعم أحب [أن ينفرد] بشكره ولا يصل أحد إلى المقام الذي أعطيه، فهو باب [غير المحبين] على المحبوب لا من باب الطمع في الملك الفاني.
فإن قلت: لأي شيء قال تعالى في سورة (الزمر): ﴿وفتحت أبوابها﴾ [٧٣] في حق أهل الجنة بالواو، وفي حق أهل النار ﴿فتحت أبوابها﴾ [الزمر: ٧١] بدون الواو؟
الجواب: أن الواو في أهل الجنة واو الحال، والمعنى والحال أنها قد فتحت أبوابها قبل مجيئهم، بخلاف أبواب النار فإنها إنما تفتح عند مجيئهم، و [السبب] في ذلك زيادة الفرح والسرو وتعجيل الكرامة لهم قبل وصولهم، حتى لا يتعرفوا ولا يقفوا على الأبواب، بل يدخلوها بلا مانع، بخلاف أهل النار ليقفوا على الباب موقف الذل و [الصغار] ويكون أشد حرارة ويلفح وجوههم لهيبها.
فإن قلت: لم قدم تعالى الإناث وحقهن التأخير في قوله: ﴿لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور﴾ [الشورى: ٤٩}؟.
الجواب: أن الآية سيقت لبيان عظمة الله وأنه يفعل ما يشاء، لا ما يشاء خلقه (ولما كان مشيئة الإنسان أن يكون له) ذكور لا إناث كان الأولى


الصفحة التالية
Icon