الامتناع، لكون المذكور ممتنع الوقوع لامتناع وقوع شرطه، ثم يسلم وقوع ذلك تسليمًا جدليًا. ويدل على عدم فائدة ذلك على تقدير وقوعه، كقوله تعالى: ﴿ما أتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون (٩١)﴾ [المؤمنون: ٩١]. المعنى: ليس مع الله من إله، ولو سلم أن معه سبحانه [وتعالى] إلهًا لزم من ذلك التسليم ذهاب كل إله من الاثنين بما خلق، وعلو بعضهم على بعض، فلا يتم في العالم أمر، ولا ينفذ حكم، ولا تنظم أحواله؛ والواقع خلاف ذلك، ففرض إليهن فصاعدًا محال لما يلزم منه المحال.
ومنها الإسجال: وهو الإتيان بألفاظ تسجل على المخاطب وقوع ما خوطب به نحو: [قوله تعالى]: ﴿ربنا وآتيا ما وعدتنا على رسلك﴾ [آل عمران: ١٩٤]، ﴿ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم﴾ [غافر: ٨]، فإن في ذلك إسجالًا بالإتيان والإدخال حيث وصفًا بالوعد من الله الذي لا يخلف وعده.
ومنها الانتقال: هو أن ينتقل المستدل إلى استدلال غير الذي كان آخذًا فيه لكون الخصم لم يفهم وجه الدلالة من الأول، كما جاء في مناظرة الخليل [عليه السلام] مع الجبار لما قال له: ﴿ربي الذي يحي ويميت﴾ [البقرة: ٢٥٨]، فأجاب الجبار: ﴿أنا أحي وأميت﴾ ثم دعا بمن وجب عليه القتل فأعتقه، ومن لا يجب عليه [القتل] فقتله، فعلم الخليل [عليه السلام] أنه لم