ببطن مر قال بنو كعب: هذا مكان صالح لا نبغي به بدلًا، فأقاموا به، فلذلك سموا خزاعة؛ لأنهم انخزعوا عن أصحابهم، وأقبلت الأوس والخزرج حتى نزلوا بيثرب، ولما أراد الله -جل شأنه- ما أراد من تفريق من بقي وخراب بلادهم، أقبلت فأرة حموا إلى هرة من تلك الهرر فساررتها حتى استأخرت عنها الهرة قد دخلت في الفرجة التي كانت عندها فتغلغلت بالسد فحفرت فيه حتى أوهنته وهم لا يدرون، فلما جاء السيل وجد خلالًا فدخل فيه قلع السد وخاض الماء على الأموال فاحتملها ولم يبق منها إلا ما ذكر الله تعالى. انتهى.
قصة صياطاس
وهو الذي أخرب بيت المقدس بأمر أسفايوس، وقتل أكثر من سبعين ألفًا، وشتت الباقي، وأحرق التوراة، وأخرب بيت المقدس، وهذا هو الفساد الثاني الذي أشار الله -جل شأنه- في كتابه العزيز بقوله: ﴿فإذا جاء وعد الآخرة ليسؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا﴾ [الإسراء: ٧].
فالمرة الأولى كان بخت نصر، والثانية هذا الملك، وبسبب هاتين الواقعتين تشتت بنو إسرائيل وتفرقوا في سائر المعمور من الأرض. ومنهم من سكن المدينة بنو قريظة وبنو النضير.


الصفحة التالية
Icon