رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن القرآن ننزل في خمسة أوجه: حلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال، فاعملوا بالحلال، واجتنبوا الحرام، واتبعوا المحكم، وآمنوا بالمتشابه، واعتبروا بالأمثال».
قال الماوردي: من أعظم علوم القرآن علم أمثاله، والناس في غفلة عنه باشتغالهم بالأمثال، وإغفالهم الممثلات، والمثل بلا ممثل كالفرس بلا لجام/ والناقة بلا زمام.
وقال غيره: قد عده الشافعي -رحمه الله تعالى- مما يجب على المجتهد معرفته من علوم القرآن، فقال: ثم معرفته ما ضرب فيه من الأمثال الدوال على طاعته، المبينة لاجتناب معصيته.
وقال الشيخ عز الدين: إنما ضرب الله -جل شأنه- الأمثال في القرآن تذكيرًا ووعظًا مما اشتمل فيها على تفاوت في ثواب أو على إحباط عمل أو على مدح أو ذم أو نحوه، فإنه يدل على الأحكام.
وقال غيره: ضرب الأمثال في القرآن يستفاد منه التقرير وتقريب المراد للعقل وتصويره في صورة المحسوس، فإن الأمثال تصور المعاني بصورة الأشخاص؛ لأنها أثبت في الأذهان لاستغاثة الذهن فيها بالحواس، ومن ثم كان الغرض من المثل تشيبه الخفي بالجلي والغائب بالشاهد، وثاني أمثال القرآن مشتملة على بيان تفاوت الأجر وعلى المدح والذم وعلى الثواب والعقاب وعلى تفخيم الأمر أو تحقيره وعلى تحقيق أمر أو إبطاله. قال تعالى: {وضربنا