خلف [نوح خلف] من ولده، فمد يد الحنون ليأخذ بيده ﴿يا بني اركب معنا﴾ [هود: ٤٢] فأجاب عن ضمير خايض في مساء المساوي ﴿سآوي﴾ [هود: ٤٣]، فرد عليه لسان الوعيد ﴿لا عاصم﴾ [هود: ٤٣]، فلما انتقم من العصاة بما يكفي [كفت] كف النجاة كفة الأرض بقسر ﴿ابلعي﴾ [هود: ٤٤]، وقلع جذع جزع السماء في وكف دمعها بظفر ﴿اقلعي﴾ [هود: ٤٤]، ونوديت نجوة الجودي جودي، بإنجاء غرقى السير، وزود الهالكون في سفر الطرد، [زاد] ﴿وقيل بعدا﴾ [هود: ٤٤].
الفصل الرابع: في قصة عاد:
ولما تجبر قوم عاد في ظل ظلل ضلالهم حين أملى الأمل وطول البقاء، وزوى ذكر زوالهم، ومروا في مشارع عذاب الملاهي ناسين، من عذابها غافلين في حلل الغفلة بالأمنية عن المنية وآدابها، أقبل هود يهديهم، ويناديهم [في ناديهم]: ﴿اعبدوا الله﴾ [هود: ٥٠]، فبرزوا في عتو ﴿من أشد منا قوة﴾ [فصلت: ١٥]، فسحب سحاب العذاب ذيل الأدبار بإقباله إلى قبائلهم، فظنوه لما [اعترض] عارض مطر، فتهادوا تباشير


الصفحة التالية
Icon