البشارة، بتهادي بشارة ﴿هذا عارض ممطرنا﴾ [الأحقاف: ٢٤]، فصار بلبل البلبال فبلبل ﴿بل هو ما استعجلتم به﴾ [الأحقاف: ٢٤] فكان كلما دنا وترامى، ترى ما كان كأن لم يكن، فحنظلت شجرات مشاجرتهم هودًا، فجنى من جنى، من جنا ما جنى في مغنى ﴿فما أغنى عنهم سمعهم﴾ [الأحقاف: ٢٦]، فراحت ريح الدبور لكي تسم الأدبار بكي الدبار، فعجوا منها عجيج الأدبر، فلم تزل تكوي تكوينهم بميسم العدم، وتلوي تلوينهم إلى حياض دم الندم، وتكفأ عليهم الرمال، فتكفي تكفينهم وتبرزهم إلى البراز عن صون [حصون]، كن يقينًا يقيهم، فإذا أصبحت أخذت تنزع في قوس ﴿تنزع الناس﴾ [القمر ٢٠]، وإذا أمست أوقعت عريضهم في عرض ﴿كأنهم أعجاز نخل﴾ [القمر: ٢٠]، فما برحت بارحهم عن براحهم حتى برحت بهم، ولا أقلعت حتى أقلعت قلوع قلاعتهم فدامت عليهم آفة وداء لا تقبل