إلى قول الله تعالى: ﴿وعلمناه من لدنا علمًا﴾ [الكهف: ٦٥]، وكان في ستين سفرًا.
وله تفسير صغير جمع فيه بين المعاني الظاهرة والباطنة وهو تام، وللقاشاني تفسير لطيف، أوردنا منه في تفسير الفاتحة في هذا الكتاب ليكون أنموذجًا لطالب المعاني الباطنة في الحقائق الخفية.
قال -رحمه الله تعالى-: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ اسم الشيء ما يعرف به، وأسماء الله تعالى هي الصور النوعية التي تدل بخصائصها، وهويتها على صفات الله وذاته، وبوجودها على وجهه، وبتعيينها على وحدته، إذ هي ظاهرة التي بها يعرف.
و﴿الله﴾ اسم للذات الإلهية من حيث هي على الإطلاق، لا باعتبار اتصافها.
و﴿الرحمن﴾ هو المفيض للوجود والكمال على الكل بحسب ما تقتضي الحكمة، وتحتمل القوابل على وجه الداية.
و﴿الرحيم﴾ هو المفيض للكمال المعنوي المخصوص بالنوع الإنساني بحسب النهاية، ولهذا قيل: يا رحمن الدنيا والآخرة، ورحيم الآخرة. فمعناه بالصورة الإنسانية الكاملة الجامعة للرحمة العامة والخاصة، التي هي مظهر الذات الإلهي والحق الأعظم مع جميع الصفات أبدًا، وهي الاسم الأعظم،