مناسبة لما سبق في تفسير قول الله عز وجل بما فتح الله به من وراء القلب: ﴿والنجم إذا هوى (١) ما ضل صاحبكم وما غوى (٢)﴾ [النجم: ١، ٢] أقسم الحق -جل شأنه- بالنجم، وقد اختلفوا في مثل هذه المقسمات بها: فقال بعضهم: المقسم به محذوف، تقديره: ورب النجم، ورب الليل، ورب الشمس، وأمثالها. وقال بعضهم: المقسم به هو عين هذه الأشياء؛ وإنما كانت عظيمة لكونه مظهرًا من مظاهره، وأثرًا من آثاره، وقد حقق العلم ماهيته، وخصصت الإرادة ذاتها، وأبرزت القدرة وجودها، فكيف لا تكون عظيمة، وهي أثر لعظيم. قال الشاعر: إذا رأيت الله في فاعلًا... رأيت جميع الكائنات شهودا حمد بعض العارفين شيئًا مما يستقدم، هل حمدته على وجه التواضع؟ فقال: لا ليس هو حقيرًا حتى أقص بذلك التواضع، وكيف يكون حقيرًا وقد أوجده الله سبحانه وتعالى وأبرزه.
فالإقسام بالمظاهر له وجه ظاهر. والنجم هو كواكب السماء النيرة المشرقة.
﴿أفتمارونه على ما يرى (١٢)﴾ [النجم: ١٢]؛ أي مال للهوى.
﴿ما ضل صاحبكم وما غوى (٢)﴾ [النجم: ٢]؛ أي ما عدل عن طريق


الصفحة التالية
Icon