فاته علمه، فاته [المعظم]؛ لأن «وجد» مثلًا كلمة مبهمة، فإذا صرفناها اتضحت بمصادرها.
وقال الزمخشري: من بدع التفاسير قول من قال: إن الإمام في قوله تعالى: ﴿يوم ندعو كل أناس بإمامهم﴾ [الإسراء: ٧١] جمع «أم»، وأن الناس يدعون يوم القيامة بأمهاتهم دون آبائهم، قال: وهذا غلط أوجبه جهله بالتصريف؛ فإن «أما» لا تجمع على «إمام».
الرابع: الاشتقاق؛ لأن الاسم إذا كان اشتقاقه من مادتين مختلفتين اختلف المعنى باختلافهما، كالمسيح هل هو من السياحة أو من المسح.
الخامس، والسادس، والسابع: المعاني والبيان والبديع؛ لأنه يعرف بالأول خواص تراكيب الكلام من جهة إفادة المعنى، وبالثاني خواصها من حيث اختلافها بحسب وضوح الدلالة وخفائها، وبالثالث وجوه تحسين الكلام، وهذه العلوم الثلاثة في علوم البلاغة؛ وهي من أعظم أركان المفسر؛ لأنه لا يد من مراعاة ما يقتضيه الإعجاز، وإنما يدرك بهذه [العلوم].
قال السكاكي: اعلم أن شأن الإعجاز عجيب، يدرك ولا يمكن وصفه، كاستقامة الوزن تدرك ولا يمكن وصفها، وكالملاحة، ولا طريق إلى تحصيله لغير ذوي الفطر السليمة إلا التمرن في علمي المعاني والبيان.
وقال ابن أبي الحديد: اعلم أن معرفة الفصيح والأفصح والرشيق