الكوثر فصل} [الكوثر: ١، ٢]، إذ لا يعطف الإنشاء على الخبر وعكسه.
الثالث: أن تكون رابطة للجواب، حيث لا يصلح أن يكون شرطاً، بأن كان جملة اسمية، نحو قوله تعالى: ﴿إن هم فإنهم عبادك﴾ [المائدة: ١١٨]، ﴿وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير﴾ [الأنعام: ١٧]، أو فعلية فعلها جامد، نحو قوله تعالى: ﴿إن ترن أنا أقل منك مالاً فعسى وولداً ربى أن يؤتين﴾ [الكهف: ٣٩، ٤٠]، ﴿ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء﴾ [آل عمران: ٢٨]، ﴿إن تبدوا الصدقات فنعما هي﴾ [البقرة: ٢٧١]، ﴿ومن يكن الشيطان له قرينا / فساء قرينا﴾ [النساء: ٣٨]، أو إنشائياً، نحو قوله تعالى: ﴿وإن كنتم تحبون الله فاتبعوني﴾ [آل عمران: ٣١]، ﴿فإن شهدوا فلا تشهد معهم﴾ [الأنعام: ١٥٠]، واجتمعت الاسمية والإنشائية في قوله تعالى: ﴿إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء معين﴾ [الملك: ٣٠]، أو ماض لفظاً ومعنى، نحو قوله تعالى: ﴿إن يسرق فقد شرق أخ له من قبل﴾ [يوسف: ٧٧]، أو مقرون بحرف استقبال، نحو قوله تعالى: ﴿من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم﴾ [المائدة: ٥٤]، ﴿وما يفعلوا من خير فلن يكفروه﴾ [آل عمران: ١١٥]، وكما تربط الجواب بشرطه تربط شبه الشرط، نحو قوله تعالى: ﴿إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبين﴾، إلى قوله: ﴿فبشرهم﴾ [آل عمران: ٢١].
الوجه الرابع: أن تكون زائدة وحمل عليه الزجاج قوله تعالى: ﴿هذا فليذوقوه حميم﴾ [ص: ٥٧]، [وردت بأن الخبر حميم]، وما بينهما معترض، وخرج عليه الفارسي قوله تعالى: ﴿بل الله فأعبد﴾ [الزمر: ٦٦]، وغيره ﴿ولما جاءهم كتاب من عند الله﴾، إلى قوله: ﴿فلما جاءهم ما عرفوا﴾ [البقرة: ٨٩].