مسألة في «إذا» الفجائية:
العرب تقول: قد كنت أظن أن العقرب أشد لسعة من الزنبور فإذا هو هي، وقالوا: فإذا هو إياها، وقد اختلف سيبويه والكسائي في هذه المسألة بحضرة يحيي بن خالد البرمكي، فقال سيبويه: فإذا هو هي، ولا يجوز النصب، وقال الكسائي: [يجوز الرفع والنصب]، فيقال: هو هي، وإياها، فقال يحيى: أنتما رئيسا بلديكما، فمن يحكم بينكما؟ فقال الكسائي: هذه العرب ببابك فيسألون، فأحضروا العرب فوافقوا الكسائي، وجمهور العلماء بالنحو يقولون بقول الكسائي، ويرون قول سيبويه خطأ، أو لغة شاذة، ويقال: إنهم وافقوا الكسائي لعلمهم بمنزلته من الخليفة والوزير، وقد أحسن [الأديب الأريب أبو الحسن] حازم بن محمد الأنصاري الأندلسي في منظومته في النحو، حاكياً هذه الواقعة، فقال:
والعرب قد تحذف الأخبار بعد (إذا) | إذا عنت فجأة الأمر الذي دهما |
وربما نصبوا للحال بعد (إذا) | وربما رفعوا من بعدها ربما |
فإن توالى ضميران اكتسى بهما | وجه الحقيقة من إشكاله غمما |
لذلك أعيت على الأفهام مسألة | أهدت إلى سيبويه الحتف والغمما |