فإن كان آخر يوم من الأيام الثلاثة يوم عرفة، فلا جناح عليكم، ثم لينطلق حتى يقف بعرفات من صلاة العصر إلى أن يكون الظلام، ثم ليدفعوا من عرفات، فإذا أفاضوا منها، حتى يبلغوا جمعاً، الذي يتبرر فيه، ثم ليذكروا الله كثيراً، ويكثروا من التكبير والتهليل قبل أن يصبحوا، ﴿ثم أفيضوا﴾ فإن الناس كانوا يفيضون، وقال الله عز وجل: ﴿ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم﴾ [البقرة: ١٩٩]، حتى يرموا الجمرة.
٣١ - أ- وأخرج أبو داود عن أبي أمامه التيمي رحمه الله قال: كنت رجلاً أكري في هذا الوجه، وكان الناس يقولون لي: إنه ليس لك حج، فلقيت ابن عمر، [فقلت: يا أبا عبد الرحمن، إني رجل أكري في هذا الوجه، وإن ناساً يقولون: إنه ليس لك حج، فقال ابن عمر]: أليس تحرم وتلبي، وتطوف بالبيت، وتفيض من عرفات، وترمي الجمار؟ قلت: بلى، قال: فإن لك حجاً، جاء رجل إلى النبي - ﷺ - فسأله عن مثل ما سألتني، فسكت رسول الله - ﷺ - فلم يجبه حتى نزلت الآية: ﴿ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم﴾ [البقرة: ١٩٨] فأرسل إليه رسول الله - ﷺ -، وقرأها عليه، وقال: لك حج.
٣١ - ب- وعن ابن المسيب رحمه الله قال: أقبل صهيب مهاجراً من مكة،