فأتبعه رجال من قريش، فنزل عن راحلته، وانتشل ما في كنانته، وقال: والله لا تصلون إلي، أو أرمي بكل سهم معي، ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي، وإن شيء تم دللتكم على ما دفنته بمكة، وخليتم سبيلي، ففعلوا، فلما قدم [المدينة] على رسول الله - ﷺ - نزلت: ﴿ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله... ﴾ الآية [البقرة: ٢٠٧]، فقال رسول الله - ﷺ -: ربح البيع أبا يحيي، وتلا عليه الآية، ذكره رزين، ولم أجده في الأصول.
٣٢ - وأخرج أبو داود، والنسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزل قوله تعالى: ﴿ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن﴾ [الإسراء: ٣٤]، وقوله تعالى: ﴿إن الذين يأكلون أمول اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيرا﴾ [النساء: ١٠]، انطلق من كان عنده يتيم، فعزل طعامه من طعامه، وشرابه من شرابه، فإذا فضل من طعام اليتيم وشرابه شيء حبس له حتى يأكله أو يفسد، فاشتد ذلك عليهم، فذكروا ذلك لرسول الله - ﷺ -، فأنزل الله جل شأنه: ﴿ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم﴾ [البقرة: ٢٢٠]، فخلطوا طعامهم بطعامهم، وشرابهم بشرابهم.