قال المناوي: اسم الله الاعظم الذي إذا دعي به أجاب... دعوة يونس بن متي (١)، وذلك لحديث النسائي والحاكم عن فضالة بن عبيد رفعه "دعوة ذي النون في بطن الحوت (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) لم يدع بها رجل مسلم قط إلا استجاب الله له" (٢)، أخرج ابن جرير من حديث معبد مرفوعا "اسم الله الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى دعوة يونس بن متى" (٣)، أخرج الحاكم عن سعد بن أبي وقاص مرفوعا" ألا أدلكم على اسم الله الأعظم دعاء يونس فقال: رجل هل كانت ليونس خاصة؟ فقال ألا تسمع قوله: (ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين) " (٤) وأخرج ابن أبي حاتم عن كثير ابن سعيد معبد قال سألت الحسن عن اسم الله الأعظم قال: أما تقرأ القرآن؟ قول ذي النون (٥): [لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين] (٦).
١٥ - (كلمة التوحيد: لا إلاه إلا الله)
قال به القاضي عياض (٧) (٨).
١٦ - (الله. الله.. الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم)
ما نقله الفخر الرازي عن زين العابدين أنه سأل الله أن يعلمه الاسم الأعظم فرأى في النوم هو الله. الله.. الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم (٩).
١٧ - وقيل هو مخفي في الأسماء الحسنى
ويؤيده حديث عائشة المتقدم لما دعت ببعض الأسماء وبالأسماء الحسنى فقال لها" إنه لفي الأسماء التي دعوت بها" (١٠).
١٨ - أنه كل اسم من أسمائه تعالى دعا به العبد مستغرقا

(١) فيض القدير ١/ ٥١٢.
(٢) أخرجه الحاكم في مستدركه ١/ ٦٨٥ رقم ١٨٦٢ وقال هذا حديث صحيح الإسناد
(٣) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ٩/ ٧٨، والسيوطي في الدر المنثور ٥/ ٦٩٩
(٤) اخرجه الحاكم في مستدركه ١/ ٦٨٥ رقم ١٨٦٥
(٥) قال ابن القيم) اما دعوة ذى النون: فإن فيها من كمال التوحيد والتنزيه للرب، واعتراف العبد بظلمه وذنبه ما هو أبلغ أدوية الكرب والهم زاد المعاد ٤/ ١٨٥
(٦) الدر النثور ٥/ ٦٦٩
(٧) القاضي عياض بن موسي بن عياض العلامة صاحب التصانيف المالكي المذهب ولد سنة ٤٧٦ العبر ١/ ٢٦١
(٨) انظر فتح الباري ١١/ ٢٠٧
(٩) البرهان في علوم القرآن ١/ ٤٤، معارج القبول ٢/ ٣٩٤، لوامع البينات ص
(١٠) سنن ابن ماجة: ١١/ ٣١٨. (صحيح وضعيف سنن ابن ماجة: ٣٨٥٩). عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الطَّاهِرِ الطَّيِّبِ الْمُبَارَكِ الْأَحَبِّ إِلَيْكَ، الَّذِي إِذَا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ، وَإِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ، وَإِذَا اسْتُرْحِمْتَ بِهِ رَحِمْتَ، وَإِذَا اسْتُفْرِجَتَ بِهِ فَرَّجْتَ» قَالَتْ: وَقَالَ ذَاتَ يَوْمٍ: «يَا عَائِشَةُ هَلْ عَلِمْتِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ دَلَّنِي عَلَى الِاسْمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ؟ » قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي فَعَلِّمْنِيهِ، قَالَ: «إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لَكِ يَا عَائِشَةُ»، قَالَتْ: فَتَنَحَّيْتُ وَجَلَسْتُ سَاعَةً، ثُمَّ قُمْتُ فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ، ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِيهِ، قَالَ: «إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لَكِ يَا عَائِشَةُ أَنْ أُعَلِّمَكِ، إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لَكِ أَنْ تَسْأَلِي بِهِ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا»، قَالَتْ: فَقُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ اللَّهَ، وَأَدْعُوكَ الرَّحْمَنَ، وَأَدْعُوكَ الْبَرَّ الرَّحِيمَ، وَأَدْعُوكَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى كُلِّهَا، مَا عَلِمْتُ مِنْهَا، وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، أَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي، قَالَتْ: فَاسْتَضْحَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّهُ لَفِي الْأَسْمَاءِ الَّتِي دَعَوْتِ بِهَا". ضعيف التعليق على ابن ماجة، التعليق الرغيب (٢/ ٢٧٥).


الصفحة التالية
Icon