وقيل أنه كل اسم من أسمائه تعالى دعا العبد به ربه مستغرقا بحيث لا يكون في فكره حالة إذ غير الله فإن من دعا الله تعالى بهذه الحالة كان قريب الإجابة وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أبي يزيد البسطامي (١) أنه سأله رجل عن الاسم الأعظم فقال: ليس له حد محدود إنما هو فراغ قلبك بوحدانيته [فإذا كنت كذلك فافرغ إلى أي اسم شئت فإنك تسير به إلى المشرق والمغرب (٢).
وأخرج أبو نعيم أيضا عن أبي سليمان الداراني (٣) قال: سألت بعض المشايخ عن اسم الله الأعظم قال: تعرف قلبك قلت نعم قال فإذا رأيته قد أقبل ورق فسل الله حاجتك فذاك اسم الله الأعظم (٤).
وأخرج أبو نعيم أيضا عن ابن الربيع السائح أن رجلا قال: له علمني الاسم الأعظم فقال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم أطع الله [يطعك كل شيء.
١٩ - (اللهمّ)
حكاه الزركشي في شرح جمع الجوامع (٥) واستدل لذلك بأن الله دال على الذات والميم دالة على الصفات التسعة والتسعين ذكره أبو المظفر وهذا قال الحسن البصري اللهم مجمع الدعاء (٦) وقال النصر بن شميلمن قال اللهم فقد دعا الله بجميع أسمائه.
٢٠ - (ألم)
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال (آلم) اسم من أسماء الله الأعظم (٧)، وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال (آلم) قسم أقسم الله به وهو من أسمائه تعالى (٨).
مسألة:
اختلف العلماء هل البسملة آية قرآنية؟ وهل تقرأ في الصلاة؟، وفي ذلك أقوال:
أحدها: ذهب مالك والأوزاعي إلى أنها ليست من القرآن، ومنعا من قراءتها في الفرائض مطلقاً، وأجازا قراءتها في النافلة" (٩).
(٢) حلية الأولياء ١٠/ ٣٩
(٣) أبو سليمان الداني: أبو سليمان عبد الرحمن بن عطية الداراني، أحد علماء أهل السنة والجماعة ومن أعلام التصوف السني في القرن الثالث الهجري، من أهل داريّا، قرية من قرى دمشق في سوريا. وصفه الذهبي بـ "الإمام الكبير، زاهد العصر"، ولد سنة ١٤٠ هـ، وتوفي سنة ٢١٥ هـ. (انظر: بقات الصوفية، تأليف: أبو عبد الرحمن السلمي، ص ٧٤ - ٧٩، دار الكتب العلمية، ط ٢٠٠٣، وسير أعلام النبلاء: ١٠/ ١٨٣ وما بعدها)،
(٤) حلية الأولياء ١٠/ ١٦٣
(٥) ذكره البغوي في تفسيره ١/ ١٤٦: (انطلقوا علي اسم الله "اللهم "أعنهم ثم رجع رسول الله - ﷺ -... ).
(٦) انظر تفسير البغوي ١/ ٣٠٤، والدر المنثور ٢/ ١٧٢ والإتقان للسيوطي ٢/ ٢٤.
(٧) تفسير الطبري ١/ ١١٨، تفسير بن كثير ١/ ٦١.
(٨) تفسير الطبري ١/ ١١٨، وزاد الميسر ٦/ ١٥٣، وتفسير الثعالبي ١/ ٣٠.
(٩) انظر: "بداية المجتهد" لابن رشد - ج ١ - ص ٩٦، و"التفسير الكبير" للفخر الرازي - ج ١ - ص ١٠٠