ويقال للرجل إذا تزوج: ملك فلان، يملك ملكا؛ لأنه شد عقد النكاح. وأملك إملاكا إذا زوج (١).
و﴿يَوْمِ الدِّينِ﴾: أي يوم الحساب، قال ابن عباس: " الدين يوم حساب الخلائق، وهو يوم القيامة يدينهم بأعمالهم إن خيرا فخير، وإن شر شرا إلا من عفا عنه" (٢).
وفي قوله تعالى: ﴿يَوْمِ الدِّينِ﴾ [البقرة: ٤]، تأويلان:
أحدهما: أنه يوم الجزاء. يعني: يوم يدين الله العباد بأعمالهم. وهذا قول الضحاك (٣)، وقتادة (٤)، وحمبد الأعرج (٥).
دليله قوله: ﴿أَإِنَّا لَمَدِينُونَ﴾ [الصافات: ٥٣]، أي "مجرّبون" (٦).
والثاني: أنه الحساب. ومعنى الآية: قاضي يوم الحساب، وهذا قول ابن عباس (٧)، والسدي (٨)، ومقاتل (٩)، وابن جريج (١٠)، واختاره أبو عبيد (١١).
ودليهم: قوله تعالى: ﴿ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ﴾ [التوبة: ٣٦]، أي: "الحساب المستقيم" (١٢).
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: "الكيس من دان نفسه " (١٣). أي حاسبها (١٤).
قال أبو عبيدة: " ﴿الدِّينِ﴾ الحساب والجزاء، يقال فى المثل: «كما تدين تدان» (١٥) " (١٦).
قال الطبري: ": والدين في هذا الموضع، بتأويل الحساب والمجازاة بالأعمال، كما قال كعب بن جُعَيْل (١٧):

إِذَا مَا رَمَوْنَا رَمَيْنَاهُم ودِنَّاهُمُ مِثْلَ ما يُقْرِضُونَا
وكما قال الآخر (١٨):
(١) انظر: "التهذيب" (ملك) ٤/ ٣٤٤٩، وانظر: "اللسان" (ملك) ٧/ ٤٢٦٨. ، والتفسير البسيط: ١/ ٤٩٩.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم (٢٥): ص ١/ ٢٩.
(٣) ذكره الثعلبي في تفسيره: ١/ ١١٥.
(٤) أخرجه الطبري (١٦٩): ص ١/ ١٥٥ - ١٥٦.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم (٢٦): ص ١/ ٢٩.
(٦) تفسير الثعلبي: ١/ ١١٥.
(٧) انظر: تفسير الطبري (١٦٧): ص ١/ ١٥٦.
(٨) انظر: تفسير الثعلبي: ١/ ١١٥.
(٩) انظر: تفسير الثعلبي: ١/ ١١٥.
(١٠) أخرجه الطبري (١٧٠): ص ١/ ١٥٧.
(١١) انظر: مجاز القرآن: ١/ ٤٣٩.
(١٢) تفسير الثعلبي: ١/ ١١٥.
(١٣) الحديث أخرجه الترمذي عن شداد بن أوس، وقال: حديث حسن. الترمذي (٢٤٥٩)، أبواب صفة القيامة، وابن ماجه (٤٢٦٠) كتاب: الزهد، باب: ذكر الموت، والإمام أحمد في "مسنده" ٤/ ١٢٢، وهو بنصه في "تهذيب اللغة" (دان) ٢/ ١١٣٦.
(١٤) التفسير البسيط: ١/ ٥٠٥.
(١٥) هذا المثل فى الكامل ١٨٥، الجمهرة ٢/ ٣٠٦، جمهرة الأمثال ٢/ ١٥٤، الميداني ٢/ ٢٧٣، اللسان، التاج (دين)، الفرائد ٢/ ١٢٢..
(١٦) مجاز القرآن: ١/ ٢٣.
(١٧) الكامل للمبرد ١: ١٩١، ووقعة صفين لنصر بن مزاحم ١: ٥٢، المخصص ١٧: ١٥٥.
(١٨) الكامل للمبرد ١: ١٩٢ منسوبًا إلى يزيد بن أبي الصعق الكلابي، وكذلك في جمهرة الأمثال للعسكري: ١٩٦، والمخصص ١٧: ١٥٥، وفي اللسان (زنأ) و (دان) منسوبين إلى خويلد بن نوفل الكلابي، وفي الخزانة ٤: ٢٣٠ إلى بعض الكلابيين. يقولون: إن الحارث بن أبي شمر الغساني كان إذا أعجبته امرأة من قيس عيلان بعث إليها واغتصبها، فأخذ بنت يزيد بن الصعق الكلابي، وكان أبوها غائبًا، فلما قدم أخبر. فوفد إليه فوقف بين يديه وقال:


الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2025
Icon
يَا أَيُّهَا المَلِكُ المُقِيتُ! أمَا تَرى لَيْلاً وصُبْحًا كَيْف يَخْتَلِفَانِ؟
هَلْ تَسْتَطِيعُ الشَّمْسَ أن تَأتِي بها لَيْلاً؟ وهل لَكَ بِالْمَلِيك يَدَانِ؟
يَا حَارِ، أيْقِنْ أنَّ مُلْكَكَ زَائِلٌ .................