الوحي في الاصطلاح الشرعي:
هو إعلام الله نبياً من أنبيائه أو رسولاً من رسله ما يشاء من كلام أو معنى بطريقة تفيد النبي أو الرسول العلم اليقيني القاطع بما أعلمه الله به، على وجه الخفية والسرعة (١). وهذا ما يسمى بالناموس وهو الوسيلة للإعلام الربّاني لإبلاغ خلقه من البشر والمتمثل بملك الوحي جبريل عليه السلام (٢).
أو أن يُعلِم الله تعالى مصطفاه من عباده بما أراد إطلاعه عليه من ألوان الهداية والعلم، بطريقة سرّية سريعة غير معتادة للبشر (٣).
أو إعلام الله تعالى النبي من أنبيائه بحكم شرعي ونحوه (٤).
أو عرفان يجده الشخص من نفسه مع اليقين بأنه من قبل الله بواسطة أو بغير واسطة، والأول بصوت يتمثل لسمعه أو بغير صوت. والفرق بينه وبين الإلهام وجدان تستيقنه النفس، وتنساق إلى ما يطلب من غير شعور منها من أين أتى، وهو أشبه بوجدان الجوع والعطش والحزن والسرور (٥).
أنواع الوحي الإلهي:
تكرر وورود كلمة (الوحي) في القرآن الكريم كثيراً، فبلغ ثمانياً وسبعين مرة (٦)، والوحي جنس ونوع وصورة. فأجناسه اثنان، وأنواعه ثلاثة، وصوره أكثر من ذلك. وقد كشف، قوله تعالى ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾ [الشورى: ٥١]، أن أنواع الوحي متنوعة، فهذا ما يخص البشر دون غيره، فيتنوع الوحي بتنوع الموحى إليهم، وأما الصور فهي تنوع المثال في طريقة الوحي للنوع الواحد، فيمكن القول: بأن الوحي منه ظاهر، وخفي. ومنه متلو، وغير متلو؛ فالقرآن متلو، والسنة غير متلوة.
وإذا قلنا بالتعميم فإن أنواع الوحي هي:
الإلهام الفطري للإنسان. يقذفه الله تعالى في قلب مصطفاه على وجه من العلم الضروري.
الإلهام الغريزي للحيوان.
والإشارة السريعة من الإنسان.
الوحي النفسي (٧).
والتبليغ بطرقه المختلفة مناماً ويقظةً.
وأما صور الوحي الإلهي إلى نبينا- صلى الله عليه وسلم- فهي:
الرؤيا الصادقة.
ما يلقيه الملك في روعه.
(٢) المصدر السابق.
(٣) مناهل العرفان، محمد عبدالعظيم الزرقاني، مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، ج ١، ص ٦٣.
(٤) ذكره محمد رشيد رضا بأنه تعريف أستاذه للوحي. الوحي المحمدي، ص ٤٥..
(٥) الوحي المحمدي، ص ٤٥..
(٦) انظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، محمد فؤاد عبدالباقي، دار الفكر- بيروت، ١٩٧٢ م.
(٧) وقد تكلم عليه محمد رشيد رضا في كتابه الوحي المحمدي بما لا مزيد عليه.