وقيل في الثاني عشر من ربيع الأول يوم الاثنين كما روي عن جابر وابن عباس أنهما قالا: ولد رسول الله ﷺ عام الفيل يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وفيه بعث، وفيه عرج به إلى السماء، وفيه هاجر، وفيه مات (١).
وعن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: ولد رسول الله ﷺ يوم الاثنين في ربيع الأول، وأنزلت عليه النبوة يوم الاثنين في أول شهر بيع الأول وأنزلت عليه البقرة في ربيع الأول (٢).
الثالث: أنه في شهر رمضان، قال الواحدي: "وأول شهر أنزل فيه القرآن شهر رمضان" (٣)، قال الله تعالى: ﴿شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن﴾ [البقرة: ١٨٥].
وجعله ابن كثير: المشهور. فقال: والمشهور أنه بعث عليه الصلاة والسلام في شهر رمضان كما نص على ذلك عبيد بن عمير، ومحمد بن إسحاق وغيرهما" (٤).
قال ابن القيم: "وإليه ذهب جماعة منهم يحيى الصرصري حيث يقول في نونيته: شمس النبوة منه في رمضان، وأتت عليه أربعون فأشرقت" (٥).
وقال ابن إسحاق: ابتدئ رسول الله ﷺ بالتنزيل في رمضان - ثم استدل له فقال- قال الله تعالى: ﴿شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن﴾ [البقرة: ١٨٥] وقال سبحانه: ﴿إنا أنزلناه في ليلة القدر﴾ [القدر: ١] وقال تعالى: ﴿إنا أنزلناه في ليلة مباركة﴾ [الدخان: ٣] (٦).
واختلف في أي الأوقات من رمضان: فقيل في سابعه (٧)، وقيل في الرابع عشر (٨)، وقيل في السابع عشر منه.
فقد أخرج ابن سعد عن الواقدي عن أبي جعفر الباقر، قال نزل الملك على رسول الله ﷺ بحراء يوم الاثنين لسبع عشرة خلت من شهر رمضان. ورسول الله يوميئذ ابن أربعين سنة. وجبريل الذي كان ينزل عليه بالوحي (٩).
وقيل في الرابع والعشرين من رمضان، قال أبو عبد الله الحليمي: "يريد ليلة خمس وعشرين" (١٠).
وقال ابن كثير: "ولهذا ذهب جماعة من الصحابة والتابعين إلى أن ليلة القدر ليلة أربع وعشرين" (١١).
(٢) ذكره ابن كثير في السيرة النبوية (١/ ٢٠٠) بسنده وقال عنه: وهذا غريب جدا، رواه ابن عساكر.
(٣) أسباب النزول للواحدي: ١٤.
(٤) انظر السيرة النبوية: ١/ ٣٩٢.
(٥) زاد المعاد: ١/ ١٨.
(٦) انظر: مختصر السيرة لابن هشام (٣٩) والسيرة النبوية للذهبي (٧٥).
(٧) انظر فتح الباري (١٢/ ٣٥٦)
(٨) انظر فتح الباري (١٢/ ٣٥٦)
(٩) أخرجه ابن سعد في الطبقات بسنده (١/ ١٩٤). وانظر: السيرة النبوية لابن كثير (١/ ٣٩٢) والزيادة والإحسان في علوم القرآن لابن عقيلة المكي (١/ ٢٥٠ - ٢٥١). وانظر: تاريخ التشريع للخضري (٦، ٧). فقد ذكر هذا التاريخ لكن جعله يوم الجمعة.
(١٠) المرشد الوجيز لأبي شامة (١٣).
(١١) السيرة النبوية لابن كثير (١/ ٣٩٢).