٣ - أن ترك التقوى من نواقص الإيمان.
٤ - وجوب البقاء على الاسلام والمبادرة به.
٥ - أن المدار على الخاتمة، لقوله: ﴿ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون﴾، لذلك يجب علينا أن نطهر قلوبنا دائما لكي يختم لنا بحسن الخاتمة، لأنه ليست العبرة بكثرة الصلاة والصوم إذا كان قلبه خربا، لأن الصلاة من أعمال الجوارح فكل انسان يستطيع أن يصلي أحسن صلاة، ولكن الكلام على عمل القلب، فيجب الحرص على اصلاح القلوب.
القرآن
﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٠٣)﴾ [آل عمران: ١٠٣]
التفسير:
وتمسَّكوا جميعًا بكتاب ربكم وهدي نبيكم، ولا تفعلوا ما يؤدي إلى فرقتكم. واذكروا نعمة جليلة أنعم الله بها عليكم: إذ كنتم –أيها المؤمنون- قبل الإسلام أعداء، فجمع الله قلوبكم على محبته ومحبة رسوله، وألقى في قلوبكم محبة بعضكم لبعض، فأصبحتم بفضله إخوانا متحابين، وكنتم على حافة نار جهنم، فهداكم الله بالإسلام ونجَّاكم من النار. وكما بيَّن الله لكم معالم الإيمان الصحيح فكذلك يبيِّن لكم كل ما فيه صلاحكم; لتهتدوا إلى سبيل الرشاد، وتسلكوها، فلا تضلوا عنها.
قوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا﴾ [آل عمران: ١٠٣]، "أي: وتمسكوا بدين الله وكتابه جميعاً" (١).
قال الطبري: أي: " وتمسَّكوا بدين الله الذي أمركم به، وعهده الذي عَهده إليكم في كتابه إليكم، من الألفة والاجتماع على كلمة الحق، والتسليم لأمر الله" (٢).
وفي تفسير قوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْل اللَّهِ جَمِيعاً﴾ [آل عمران: ١٠٣] ستة أقوال:
أحدها: الحبل: القرآن، وهو قول ابن مسعود (٣)، وقتادة (٤)، والسدي (٥)، والضحاك (٦).
روى أبو سعيد الخدري عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "كِتَابُ اللهِ هُوَ حَبْلُ اللهِ المَمْدُودُ مِنَ السَّماءِ إَلى الأرْضِ" (٧).
والثاني: أنه دين الله وهو الإسلام، وهذا قول ابن زيد (٨).
والثالث: أنه عهد الله، وهو قول مجاهد (٩)، وعطاء (١٠). وهو مروي عن قتادة أيضا (١١).
كما قال في الآية بعدها: ﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ﴾ [آل عمران: ١١٢] أي بعهد وذمة (١٢).
والرابع: هو الإخلاص لله والتوحيد، وهو قول أبي العالية (١٣).
والخامس: هو الجماعة، وهو مروي عن ابن مسعود (١٤).

(١) صفوة التفاسير: ٢٠٠.
(٢) تفسير الطبري: ٧/ ٧٠.
(٣) انظر: تفسير الطبري (٧٥٦٦): ص ٧/ ٧٢.
(٤) انظر: تفسير الطبري (٧٥٦٤): ص ٧/ ٧١.
(٥) انظر: تفسير الطبري (٧٥٦٧): ص ٧/ ٧٢.
(٦) انظر: تفسير الطبري (٧٥٧١): ص ٧/ ٧٢.
(٧) أخرجه الطبري (٧٥٧٢): ص ٧/ ٧٢. وفي اسناده عطية العوفي، وهو ضعيف.
(٨) انظر: تفسير الطبري (٧٥٧٤): ص ٧/ ٧٣.
(٩) انظر: تفسير الطبري (٧٥٦٨): ص ٧/ ٧٢.
(١٠) انظر: تفسير الطبري (٧٥٦٩): ص ٧/ ٧٢.
(١١) انظر: تفسير ابن أبي حاتم (٣٩١٩): ص ٣/ ٧٢٤.
(١٢) انظر: تفسير ابن كثير: ٢/ ٨٩.
(١٣) انظر: تفسير الطبري (٧٥٧٣): ص ٧/ ٧٣.
(١٤) انظر: تفسير الطبري (٧٥٦٢)، و (٧٥٦٣): ص ٧/ ٧١.


الصفحة التالية
Icon