قال أبو مالك: "لعلّ: أي: كي" (١).
الفوائد:
١ - وجوب الاجتماع على شرع الله، لقوله: ﴿جميعا﴾.
٢ - وجوب التحاكم إلى شرع الله، لأن الاعتصام به يقتضي أن يكون هو المحكّم.
٣ - أن الإجتماع عصمة.
٤ - تحريم التفرق بين القلوب.
٥ - وجوب تذكر نعمة الله، لأن الغفلة عن تذكر النعمة يسلتزم الغفلة عن الشكر، والشكر واجب.
٦ - إن من اكبر نعم الله على الأمة أن يؤلف بين قلوبها، وبالنتيجة يصبح الناس إخوانا، لأن الروابط الدينية أقوى من الروابط النسبية.
٧ - أن التفرقة علامة على الشقاء وسلب النعمة.
٨ - أن الله تعالى خالق لعمل العبد، لقوله: ﴿فأنقذكم﴾، لأن الله أنقذهم بعملهم فأضاق هذا الانقاذ إلى المبني على العمل إلى نفسه، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة أن الله خالق العبد وخالق عمل العبد، فالعبد مخلوق في ذاتع وإرادته وعمله، قال تعالى: ﴿والله خلقكم وما تعملون﴾ [الصافات: ٩٦].
٩ - إثبات العقوبة بالنار.
القرآن
﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٠٤)﴾ [آل عمران: ١٠٤]
التفسير:
ولتكن منكم -أيها المؤمنون- جماعة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف، وهو ما عُرف حسنه شرعًا وعقلا وتنهى عن المنكر، وهو ما عُرف قبحه شرعًا وعقلا وأولئك هم الفائزون بجنات النعيم.
قوله تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ﴾ [آل عمران: ١٠٤]، أي: " لتكن منكم جماعة" (٢).
قال الكلبي: "يعني: جماعة" (٣).
وقال مقاتل: " يعني: عصبة" (٤).
قال الزجاج: يعني: " ولتكونوا كلكم أمة" (٥).
قال الضحاك: " قال " هم أصحاب رسول الله ﷺ خاصة وهم الرواة " (٦).
قال مقاتل بن حيان: " ليكن منكم قوم، يعني: واحد أو اثنين أو ثلاث نفر فما فوق ذلك" (٧). وفي رواية أخرى له: " قوله: ﴿أمة﴾، يقول: إماما يقتدى به كما قال لإبراهيم كان أمة قانتا يقول: إماما مطيعا لربه يقتدى به" (٨).
قال الأخفش: " و"أمة" في اللفظ واحد وفي المعنى جمع فلذلك قال ﴿يدعون﴾ " (٩).
قال أبو عبيدة: " قال " الأمة هاهنا الجماعة، والأمة في أشياء سوى هاهنا: الإمام الذي يؤتم به " وقوله ﴿وادكر بعد أمة﴾ معناه: " بعد قرن" (١٠).
(٢) تفسير السعدي: ١٤٢.
(٣) تفسير السمرقندي: ١/ ٢٣٦.
(٤) تفسير السمرقندي: ١/ ٢٣٦.
(٥) معاني القرآن: ١/ ٤٥٢.
(٦) أخرجه ابن المنذر (٧٨٤): ص ١/ ٣٢٥.
(٧) أخرجه ابن أبي حاتم (٣٩٣٦): ص ٣/ ٧٢٦.
(٨) أخرجه ابن أبي حاتم (٣٩٣٧): ص ٣/ ٧٢٧.
(٩) معاني القرآن: ١/ ٢٢٨.
(١٠) أخرجه ابن المنذر (٧٨٣): ص ١/ ٣٢٤.