قال ابن عباس: " هو التكذيب وهو أنكر المنكر" (١).
وفي قوله تعالى: ﴿تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ [آل عمران: ١١٠]، قولان:
أحدهما: أنه شرط في الخيرية، وهذا المعنى مروي عن عمر بن الخطاب، ومجاهد، والزجاج. والثاني: أنه ثناء من الله عليهم، قاله الربيع بن أنس (٢).
قوله تعالى: ﴿وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: ١١٠]، أي: "وتصدّقون بالله، فتخلصون له التوحيد والعبادة" (٣).
قال سعيد بن جبير: " يعني: تصدقون توحيد الله" (٤).
قال المراغي: " وهذا الوصف يصدق على الذين خوطبوا به أوّلا، وهم النبي ﷺ وأصحابه الذين كانوا معه وقت التنزيل، فهم الذين كانوا أعداء، فألف بين قلوبهم، واعتصموا بحبل الله جميعا، وكانوا يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ولا يخاف ضعيفهم قويّهم، ولا يهاب صغيرهم كبيرهم، وملك الإيمان قلوبهم ومشاعرهم، فكانوا مسخرين لأغراضه فى جميع أحوالهم، وهذا الإيمان هو الذي قال الله فى أهله: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ وقال فيهم أيضا ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾، وما فتئت هذه الأمة خير الأمم حتى تركت الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وما تركتهما إلا باستبداد الملوك والأمراء من بنى أمية ومن حذا حذوهم، وأول من اجترأ منهم على إعلان هذه المعصية عبد الملك بن مروان حين قال على المنبر: من قال لى اتق الله ضربت عنقه وما زال الشر يزداد، والأمر يتفاقم حتى سلبت هذه الأمة أفضل مالها من مزية فى دينها ودنياها بعد الإيمان، وهى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر" (٥).
قوله تعالى: ﴿وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾ [آل عمران: ١١٠]، "أي: ولو آمن أهل الكتاب بما أنزل على محمد وصدّقوا بما جاء به، لكان ذلك خيراً لهم في الدنيا والآخرة" (٦).
قال النيسابوري: " يعني علماء السوء" (٧).
قوله تعالى: ﴿مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [آل عمران: ١١٠]، " أي: منهم فئة قليلة مؤمنة" (٨).
قال ابن الجوزي: " ﴿منهم المؤمنون﴾: من أسلم، كعبد الله بن سلام وأصحابه" (٩).
قال قتادة: " استثنى الله منهم ثلاثة كانوا على الهدى والحق" (١٠).
قوله تعالى: ﴿وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [آل عمران: ١١٠]، أي: والكثرة الكثيرة منهم خارجة عن طاعة الله" (١١).
قال ابن الجوزي: " يعني: الكافرين، وهم الذين لم يسلموا" (١٢).
قال قتادة: " ذم الله أكثر الناس" (١٣).
قال سعيد بن جبير: " الفاسقون يعني هم العاصون" (١٤).
قال مقاتل بن سليمان: " يعني العاصين يعني اليهود" (١٥).
(٢) انظر: زاد المسير: ١/ ٣١٤.
(٣) تفسير الطبري: ٧/ ١٠٥.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم (٣٩٧٩): ص ٣/ ٧٣٤.
(٥) تفسير المراغي: ٤/ ٢٩.
(٦) صفوة التفاسير: ٢٠٢.
(٧) تفسير النيسابوري: ٢/ ٢٣٦.
(٨) صفوة التفاسير: ٢٠٢.
(٩) زاد المسير: ١/ ٣١٥.
(١٠) أخرجه ابن أبي حاتم (٣٩٨١): ص ٣/ ٧٣٤.
(١١) صفوة التفاسير: ٢٠٢.
(١٢) زاد المسير: ١/ ٣١٥.
(١٣) أخرجه ابن أبي حاتم (٣٩٨٢): ص ٣/ ٧٣٤.
(١٤) أخرجه ابن أبي حاتم (٣٩٨٣): ص ٣/ ٧٣٤.
(١٥) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٢٩٥.