قال الكلبي: " قال الكلبي: فترى الرجل منهم غنياً، وعليه من البؤس والفقر والمسكنة" (١).
قال السمرقندي: "ويقال: إنهم يظهرون من أنفسهم الفقر، لكيلا تضاعف عليهم الجزية" (٢).
قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ﴾ [آل عمران: ١١٢]، " أي: ذلك الذل والصغار، بسبب جحودهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء ظلماً وطغياناً" (٣).
قال ابن كثير: " أي: وإنما حملهم على ذلك الكبْر والبَغْي وَالْحسَد، فأعْقَبَهم ذلك الذِّلة والصَّغَار والمسكنة أبدا، متصلا بذلة الآخرة" (٤).
قال الطبري: أي: " بدلا مما كانوا يجحدون بآيات الله وأدلته وحججه، ويقتلون أنبياءه بغير حق ظلمًا واعتداء" (٥).
قال الزجاج: أي: " أمرهم ذلك وحقهم ذلك بكفرهم، فأعلم الله أنهم جعلت عقوبتهم هذه العقوبة الغليظة في الدنيا والآخرة لتغليظ ما ركبوه" (٦).
قال الثعلبي: " ﴿يكفرون بآيات الله﴾، يعني: بصفة محمد ﷺ وإنه الرحيم في التوراة والإنجيل والفرقان" (٧).
قال ابن مسعود: " كانت بنو إسرائيل في اليوم تقتل ثلاثمائة نبي ثم تقوم بقلهم من آخر النهار" (٨).
قال الثعلبي: "ومعنى: ﴿ويقتلون الأنبياء بعير الحق﴾: مثل أشعيا وزكريا ويحيى وسائر من قتل اليهود من الأنبياء، وفي الخبر: إن اليهود قتلوا سبعين نبيا من أول النهار [في ساعة واحدة، فقام مائة رجل واثنا عشر رجلا من عباد بني إسرائيل فأمروا من قتلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر فقتلوا جميعا من آخر النهار في ذلك اليوم" (٩).
وقال السمرقندي: المعنى: " ذلِكَ الذي يصيبهم بسبب كفرهم بمحمد-صلى الله عليه وسلم- وبالقرآن، ﴿وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ﴾، يعني: رضوا بما فعل آباؤهم، فكأنهم قتلوهم " (١٠).
وقوله: ﴿ويقتلون﴾، قراءة العامة بالتخفيف من "القتل"، وقرأ السلمي بالتشديد من التقتيل (١١).
وقوله: ﴿النبيين﴾، القراءة المشهورة بالتشديد من غيرهم، وتفرد نافع بهمز النبيئين، [ومده] فمن همز معناه: المخبر، من قول العرب: أنبأ النبي إنباءا، ونبأ ينبئ تنبئة بمعنى واحد، فقال الله عز وجل: ﴿فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا﴾ [التحريم: ٣] (١٢).
ومن حذف الهمز فله وجهان (١٣):
أحدهما: إنه أراد الهمز فحذفه طلبا للخفة لكثرة استعمالها.
والوجه الآخر: أن يكون بمعنى الرفيع مأخوذ من النبؤة وهي المكان المرتفع، يقال: نبيء الشيء عن المكان، أي ارتفع (١٤).
(٢) تفسير السمرقندي: ١/ ٢٣٩.
(٣) صفوة التفاسير: ٢٠٢.
(٤) تفسير ابن كثير: ٢/ ١٠٤.
(٥) تفسير الطبري: ٧/ ١١٧.
(٦) معاني القرآن: ١/ ٤٥٧.
(٧) تفسير الثعلبي: ١/ ٢٠٧.
(٨) أخرجه ابن أبي حاتم (٦٣٢): ص ١/ ١٢٦.
(٩) تفسير الثعلبي: ١/ ٢٠٧.
(١٠) تفسير السمرقندي: ١/ ٢٣٩.
(١١) انظر: تفسير الثعلبي: ١/ ٢٠٧.
(١٢) انظر: تفسير الثعلبي: ١/ ٢٠٧.
(١٣) انظر: تفسير الثعلبي: ١/ ٢٠٧، وتفسير القرطبي: ١/ ٤٣١.
(١٤) انظر: كتاب العين: ٦/ ١٩٠، والصحاج: ٦/ ٢٥٠.