قال ابن إسحاق: " أي: فأطيعوا" (١).
قال سعيد بن جبير: " واتقوا الله في أمر الربا فلا تأكلوا" (٢).
قال الطبري: أي: " واتقوا الله أيها المؤمنون، في أمر الربا فلا تأكلوه، وفي غيره مما أمركم به أو نهاكم عنه، وأطيعوه فيه" (٣).
قوله تعالى: ﴿لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: ١٣٠]، "أي: لتكونوا من الفائزين" (٤).
قال سعيد: " يعني: لكي تفلحون" (٥).
قال الطبري: أي: " لتنجحوا فتنجوا من عقابه، وتدركوا ما رغَّبكم فيه من ثوابه والخلود في جنانه" (٦).
قال ابن إسحاق: " أي: لعلكم أن تنجوا مما حذركم من عذابه، وتدركوا ما رغبكم فيه من ثوابه" (٧).
قال الراغب: " إن قيل: ما اتصال هذه الآية بما قبلها؟
قيل: إنه لما نهى عن الكفر فيما تقدم، وقبح صورته، وحذر منه، وبين قدرته عليهم حث قال: (ولله ما في السماوات) نهى هاهنا عن تعاطي أفعال الكفرة" (٨).
الفوائد:
١ - تعظيم شأن الربا وخطره، ووجهه أنه صدر الخطاب في شأنه بالنداء.
٢ - أن اجتناب الربا من مقتضيات الإيمان، وأن أكله منقص للإيمان، لأنه من كبائر الذنوب.
٣ - تحريم أكل الربا، لقوله: ﴿لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا﴾، والأصل في النهي التحريم.
القرآن
﴿وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (١٣١)﴾ [آل عمران: ١٣١]
التفسير:
واجعلوا لأنفسكم وقاية بينكم وبين النار التي هُيِّئت للكافرين.
قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا النَّارَ﴾ [آل عمران: ١٣١]، "أي احذروا نار جهنم" (٩).
قال الطبري: أي: " واتقوا، أيها المؤمنون، النارَ أن تصلوْها بأكلكم الربا بعد نهيي إياكم عنه" (١٠).
قوله تعالى: ﴿الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾ [آل عمران: ١٣١]، أي: " التي هيئت للكافرين" (١١).
قال محمد بن إسحاق: " أي: التي جعلت دارا لمن كفر بي" (١٢).
قال السمرقندي: " يعني: خُلقت وهيئت للكافرين" (١٣).
قال مقاتل بن حيان: " من أكل الربا فلم ينته فله النار" (١٤).
قال الطبري: أي: " التي أعددتها لمن كفر بي، فتدخلوا مَدْخَلَهم بعد إيمانكم بي، بخلافكم أمري، وترككم طاعتي" (١٥).
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم (٤١٤٣): ص ٣/ ٧٥٩.
(٣) تفسير الطبري: ٧/ ٢٠٥.
(٤) صفوة التفاسير: ٢٠٨.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم (٤١٤٥): ص ٣/ ٧٦٠..
(٦) تفسير الطبري: ٧/ ٢٠٥.
(٧) أخرجه الطبري (٧٨٢٧): ص ٧/ ٢٠٥، وابن أبي حاتم (٤١٤٦): ص ٣/ ٧٦٠.
(٨) تفسير الراغب الأصفهاني: ٣/ ٨٤٩.
(٩) صفوة التفاسير: ٢٠٨.
(١٠) تفسير الطبري: ٧/ ٢٠٦.
(١١) صفوة التفاسير: ٢٠٨.
(١٢) أخرجه ابن أبي حاتم (٤١٥٠): ص ٣/ ٧٦٠.
(١٣) تفسير السمرقندي: ١/ ٢٤٦.
(١٤) أخرجه ابن أبي حاتم (٤١٤٩): ص ٣/ ٧٦٠.
(١٥) تفسير الطبري: ٧/ ٢٠٦.