قال ابن كثير: أي: "والذين إذا صدر منهم ذنب" (١).
قال الثعلبي: " يعني قبيحة خارجة عما أذن الله فيه، وأصل الفحش: القبيح والخروج عن الحد" (٢).
قال المراغي: " أي والذين إذا فعلوا من القبيح ما يتعدى أثره إلى غيره كالغيبة ونحوها" (٣).
وفي معنى "الفاحشة" ها هنا أقوال:
أحدهما: أنها الزنا، قاله جابر (٤)، والسدي (٥)، ومقاتل (٦).
والثاني: الكبائر من المعاصي (٧).
والثالث: أنها الظلم. قاله إبراهيم النخعي (٨).
والرابع: أنها طوافهم بالبيت عراة. وهذا قول زيد بن اسلم (٩).
قال الطبري: " ومعنى الفاحشة، الفعلة القبيحة الخارجة عما أذِن الله عز وجل فيه. وأصل الفحش: القبح، والخروج عن الحد والمقدار في كل شيء. ومنه قيل للطويل المفرط الطول: إنه لفاحش الطول، يراد به: قبيح الطول، خارج عن المقدار المستحسن. ومنه قيل للكلام القبيح غير القصد: كلام فاحش، وقيل للمتكلم به: أفحش في كلامه، إذا نطق بفُحش" (١٠).
روي عن عمران بن حصين، أن رسول الله ﷺ قال: "أرأيتم الزاني، والسارق، وشارب الخمر ما تقولون فيهم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: هي فواحش وفيهن عقوبة" (١١).
قوله تعالى: ﴿أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ﴾ [آل عمران: ١٣٥]، أي: " أو ظلموا انفسهم بارتكاب المعاصي وتعريضها للعقاب" (١٢).
قال محمد بن إسحاق: "أي: بمعصية" (١٣).
قال مقاتل بن حيان: أي: " أصابوا ذنوبا" (١٤).
قال مقاتل بن سليمان: " ما كان نال منها دون الزنا" (١٥).
قال الأصم: " ﴿فعلوا فاحشة﴾: الكبائر ﴿أو ظلموا أنفسهم﴾: بالصغائر" (١٦).
قال الثعلبي: " وقيل: فعلوا فاحشة فعلا وظلموا أنفسهم قولا" (١٧).
قال الزمخشري: أي: " أو أذنبوا أى ذنب كان مما يؤاخذون به" (١٨).
قال الواحدي: " يعني: ما دون الزِّنا من قُبلةٍ أو لمسةٍ أو نظرٍ" (١٩).
قال إبراهيم النخعي: " الظلم من الفاحشة، والفاحشة من الظلم" (٢٠).
(٢) تفسير الثعلبي: ٣/ ١٦٨.
(٣) تفسير المراغي: ٤/ ٧٢.
(٤) انظر: تفسير الطبري (٧٨٤٦): ص ٧/ ٢١٨.
(٥) انظر: تفسير الطبري (٧٨٤٧): ص ٧/ ٢١٨.
(٦) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٣٠٢.
(٧) انظر: النكت والعيون: ١/ ٤٢٤.
(٨) انظر: تفسير الطبري (٧٨٤٨): ص ٧/ ٢١٨.
(٩) انظر: تفسير ابن أبي حاتم (٤١٧٤): ص ٣/ ٧٦٤.
(١٠) تفسير الطبري: ٧/ ٢١٨.
(١١) أخرجه ابن أبي حاتم (٤١٧١): ص ٣/ ٧٦٤.
(١٢) أوضح التفاسير: ١/ ٧٨.
(١٣) أخرجه ابن أبي حاتم (٤١٧٧): ص ٣/ ٧٦٤.
(١٤) أخرجه ابن أبي حاتم (٤١٧٦): ص ٣/ ٧٦٤.
(١٥) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٣٠٢.
(١٦) تفسير الثعلبي: ٣/ ١٦٩.
(١٧) تفسير الثعلبي: ٣/ ١٦٩.
(١٨) الكشاف: ١/ ٤١٦.
(١٩) الوجيز: ٢٣٢.
(٢٠) أخرجه الطبري (٧٨٤٨): ص ٧/ ٢١٨.