قال الطبري: " يعني به: فعلوا بأنفسهم غير الذي كان ينبغي لهم أن يفعلوا بها. والذي فعلوا من ذلك، ركوبهم من معصية الله ما أوجبوا لها به عقوبته" (١).
قال البيضاوي: " بأن أذنبوا أي ذنب كان وقيل الفاحشة الكبيرة وظلم النفس الصغيرة، ولعل الفاحشة ما يتعدى وظلم النفس ما ليس كذلك" (٢).
قال المراغي: يعني: " أو فعلوا ذنبا يكون مقصورا عليهم كشرب الخمر ونحوه" (٣).
قال الماتريدي: "ظلموا انفسهم، حيث لم يسلموا أنفسهم لله خالصين، والظلم: هو وضع الشيء في غير موضعه، فإذا لم يسلموا له - وضعوا أنفسهم في غير موضعها، لذلك صاروا ظلمة أنفسهم" (٤).
قوله تعالى: ﴿ذَكَرُوا اللَّهَ﴾ [آل عمران: ١٣٥]، أي: " ذكروا وعيد الله على ما أتوا من معصيتهم إياه " (٥).
قال مقاتل بن حيان: " ذكروا الله عند تلك الذنوب والفاحشة" (٦).
قال محمد بن إسحاق: " ذكروا نهي الله عنها وما حرم عليهم منها" (٧).
قال الواحدي: " أيْ: ذكروا عقاب الله" (٨).
قوله تعالى: ﴿فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ﴾ [آل عمران: ١٣٥]، أي: "طلبوا الغفران لأجل ذنوبهم" (٩).
قال الطبري: أي: " فسألوا ربهم أن يستُر عليهم ذنوبهم بصفحه لهم عن العقوبة عليها" (١٠).
قال ابن كثير: " أي: تابوا من ذنوبهم، ورجعوا إلى الله عن قريب، ولم يستمروا على المعصية ويصروا عليها غير مقْلِعِين عنها، ولو تكرر منهم الذنب تابوا عنه" (١١).
قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ﴾ [آل عمران: ١٣٥]، أي: " وأي أحد يغفر الذنوب؛ ما يغفرها إلا الله" (١٢).
قال محمد بن إسحاق: "وعرفوا أنه لا يغفر الذنوب إلا هو" (١٣).
قال الصابوني: أي: "لا يغفر الذنوب إِلا الله" (١٤).
عن الأسود بن سَرِيع؛ "أن النبي ﷺ أتي بأسير فقال: اللهمُ إني أتوب إليك ولا أتوب إلى محمد. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «عَرَفَ الْحقَّ لأهْلِهِ» " (١٥).
قوله تعالى: ﴿وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا﴾ [آل عمران: ١٣٥]، أي: " ولم يقيموا على ذنوبهم عامدين للمقام عليها" (١٦).
قال مجاهد: " لم يمضوا على المعصية" (١٧).
قال مقاتل: لم"يقيموا " (١٨).

(١) تفسير الطبري: ٧/ ٢١٨.
(٢) تفسير البيضاوي: ٢/ ٣٨.
(٣) تفسير المراغي: ٤/ ٧٢.
(٤) تفسير الماتريدي: ٢/ ٤٨٧.
(٥) تفسير الطبري: ٧/ ٢١٩.
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم (٤١٧٨): ص ٣/ ٧٦٤.
(٧) أخرجه ابن أبي حاتم (٤١٧٩): ص ٣/ ٧٦٤.
(٨) الوجيز: ٢٣٢.
(٩) الكشاف: ١/ ٥١٠.
(١٠) تفسير الطبري: ٧/ ٢١٩.
(١١) تفسير ابن كثير: ٢/ ١٢٥.
(١٢) معاني القرآن للزجاج: ١/ ٤٦٩.
(١٣) أخرجه ابن أبي حاتم (٤١٨٣): ص ٣/ ٧٦٦.
(١٤) صفوة التفاسير: ٢١١.
(١٥) المسند (٣/ ٣٤٥).
(١٦) تفسير الطبري: ٧/ ٢١٩.
(١٧) أخرجه ابن أبي حاتم (٤١٨٥): ص ٣/ ٧٦٦.
(١٨) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٣٠٢.


الصفحة التالية
Icon