قال الحسن: " إتيان الذنب عمدا إصرار حتى يتوب" (١).
وقال السدي: " فيسكتوا ولا يستغفروا" (٢).
وقال عطاء: "يغمضوا" (٣).
قال محمد بن إسحاق: " أي لم يقيموا على معصيتي، كفعل من أشرك بي فيما عملوا به من كفر بي" (٤)
قال الواحدي: " أَيْ: لم يقيموا ولم يدوموا، بل أقرُّوا واستغفروا" (٥).
قال الزجاج: " الإصرار الإقامة على الشيء" (٦).
قال القرطبي: " الإصرار هو العزم بالقلب على الأمر وترك الإقلاع عنه" (٧).
قال الزمخشري: " الإصرار معناه: اعتزام الدوام على الأمر، وترك الإقلاع عنه، ومنه صر الدنانير: أي الربط عليها، ومنه قول أبي السمال قعنب العدوي: «علم الله أنها مني صرى» " (٨).
وقال سهل بن عبدالله: " والإصرار هو التسويف، والتسويف أن يقول: أتوب غدا، وهذا دعوى النفس، كيف يتوب غدا وغدا لا يملكه! " (٩).
وأصل "الإصرار": " الثبات على الشيء، قال الحطيئة: يصف الخيل (١٠):

عوابِسُ بالشُّعْثِ الكُماةِ إذا ابْتَغَوْا عُلالَتَها بالمُحْصَداتِ أَصَرَّتِ
أي ثبتت على عدوها" (١١).
روي عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: " لم يصر من استغفر ولو عاد في اليوم سبعين مرة" (١٢).
وفي رواية اخرى عن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس كبيرة بكبيرة مع الاستغفار وليس صغيرة بصغيرة مع الإصرار» " (١٣).
وقال قتادة: " إياكم والإصرار، فإنما هلك المصرون الماضون قدما قدما في معاصي الله، لا تنهاهم مخافة الله عن حرام حرمه الله، ولا يتوبون من ذنب أصابوه، حتى أتاهم الموت وهم على ذلك" (١٤).
قوله تعالى: ﴿وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران: ١٣٥]، أي: وهم يعلمون "أن الذي أتوه حرام ومعصية" (١٥).
قال مقاتل: " أنها معصية" (١٦).
قال السدي: " فيعلمون أنهم قد أذنبوا ثم أقاموا ولم يستغفروا" (١٧).
قال عبدالله بن عبيد بن عمير: " وهم يعلمون إن تابوا، تاب الله عليهم" (١٨).
قال ابن أبي نجيح: " ﴿وهم يعلمون﴾ أنه يغفر لمن استغفر ويتوب على من تاب" (١٩).
(١) أخرجه ابن أبي حاتم (٤١٨٦): ص ٣/ ٧٦٦.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم (٤١٨٧): ص ٣/ ٧٦٦.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم (٤١٨٧): ص ٣/ ٧٦٦.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم (٤١٨٨): ص ٣/ ٧٦٦.
(٥) الوجيز: ٢٣٢.
(٦) معاني القرآن: ١/ ٤٦٩.
(٧) تفسير القرطبي: ٤/ ٢١١.
(٨) الطشاف: ١/ ٥١٠.
(٩) تفسير القرطبي: ٤/ ٢١١.
(١٠) انظر: تفسير الثعلبي: ٣/ ١٦٩، وتفسير القرطبي: ٤/ ٢١١.
(١١) تفسير الثعلبي: ٣/ ١٦٩.
(١٢) أخرجه وابن أبي حاتم (٤١٨٤): ص ٣/ ٧٦٦، والترمذي كتاب الدعوات رقم ٣٥٥٩ قال: "هذا حديث غريب": ٥/ ٥٢١.
(١٣) مسند الشهاب: ٢/ ٢٠٤، وتفسير الثعلبي: ٣/ ١٦٩.
(١٤) تفسير الثعلبي: ٣/ ١٦٩.
(١٥) الوجيز: ٢٣٢.
(١٦) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٣٠٢.
(١٧) أخرجه ابن أبي حاتم (٤١٩٢): ص ٣/ ٧٦٧.
(١٨) أخرجه ابن أبي حاتم (٤١٩٠): ص ٣/ ٧٦٧.
(١٩) أخرجه ابن أبي حاتم (٤١٩١): ص ٣/ ٧٦٧.


الصفحة التالية
Icon