قال مجاهد: " نصر الله المؤمنين على المشركين حتى ركب نساء المشركين على كل صعب وذلول ثم أديل عليهم المشركون بمعصيتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، حين حرضهم رسول الله ﷺ على بغلته الشهباء. وقال: رب اكفنيهم بما شئت" (١).
قوله تعالى: ﴿مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا﴾ [آل عمران: ١٥٢]، أي: منكم من "أي يطلب الغنيمة" (٢).
قال الحسن: " هؤلاء الذين يجترون الغنائم" (٣).
قال ابن إسحاق: " أي: الذين أرادوا النهب رغبة في الدنيا وتركَ ما أمروا به من الطاعة التي عليها ثواب الآخرة" (٤).
قال الطبري: " يعني جل ثناؤه بقوله: منكم من يريد الدنيا، الذين تركوا مقعدهم الذي أقعدهم فيه رسول الله ﷺ في الشِّعب من أحُد لخيل المشركين، ولحقوا بعسكر المسلمين طلب النهب إذ رأوا هزيمة المشركين " (٥).
قال السدي: " فالذين انطلقوا يريدون الغنيمة هم أصحاب الدنيا" (٦).
، قال: ابن جريج: " قال ابن مسعود: ما علمنا أن أحدًا من أصحاب رسول الله ﷺ كان يريد الدنيا وعرَضَها، حتى كان يومئذ" (٧)، وفي رواية أخرى: " حتى نزل فينا يوم أحد: منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة" (٨)، وفي رواية ابن عباس عنه: " ما شعرتُ أن أحدًا من أصحاب النبي ﷺ كان يريد الدنيا وعرَضها، حتى كان يومئذ (٩).
قوله تعالى: ﴿وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ﴾ [آل عمران: ١٥٢]، أي: "وأن منكم مَن يطلب الآخرة وثوابها" (١٠).
قال الحسن: " الذين يتبعونهم يقتلونهم" (١١).
قال ابن إسحاق: " أي: الذي جاهدوا في الله لم يخالفوا إلى ما نهوا عنه لعرض من الدنيا رغبة فيها، رجاء ما عند الله من حسن ثوابه في الآخرة" (١٢).
قال الطبري: " يعني بذلك: الذين ثبتوا من الرماة في مقاعدهم التي أقعدهم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتبعوا أمره، محافظة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابتغاء ما عند الله من الثواب بذلك من فعلهم والدار الآخرة" (١٣).
قال السدي: " والذين بقوا وقالوا: لا نخالف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، أرادوا الآخرة" (١٤).
قوله تعالى: ﴿ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ﴾ [آل عمران: ١٥٢]، "أي: ثم ردكم بالهزيمة عن الكفار ليمتحن إِيمانكم" (١٥).
قال السمعاني: " يعني: في الوقعة الثانية حين عاد المشركون، وهذا دليل لأهل السنة على: أن أفعال العباد مخلوقة؛ حيث نسب الله تعالى هزيمة المسلمين إلى نفسه مع وقوع الفعل منهم، فقال: ﴿ثم صرفكم عنهم﴾ " (١٦).
(٢) تفسير السمرقندي: ١/ ٢٥٧.
(٣) أخرجه الطبري (٨٠٣٤): ص ٧/ ٢٩٥.
(٤) أخرجه الطبري (٨٠٣٩): ص ٧/ ٢٩٦.
(٥) تفسير الطبري: ٧/ ٢٩٣.
(٦) أخرجه الطبري (٨٠٣٠): ص ٧/ ١٩٤.
(٧) أخرجه الطبري (٨٠٣٣): ص ٧/ ٢٩٥.
(٨) أخرجه الطبري (٨٠٣٥): ص ٧/ ٢٩٥.
(٩) أخرجه الطبري (٨٠٣٨): ص ٧/ ٢٩٦.
(١٠) التفسير الميسر: ٦٩.
(١١) أخرجه الطبري (٨٠٣٤): ص ٧/ ٢٩٥.
(١٢) أخرجه الطبري (٨٠٣٩): ص ٧/ ٢٩٦.
(١٣) تفسير الطبري: ٧/ ٢٩٣ - ٢٩٤.
(١٤) أخرجه الطبري (٨٠٣٠): ص ٧/ ١٩٤.
(١٥) صفوة التفاسير: ٢١٥.
(١٦) تفسير السمعاني: ١/ ٣٦٧.