الخراساني (١)، وقتادة (٢)، والربيع (٣)، والسدي (٤)، ومقاتل بن حيان (٥)، والفراء (٦)، وابن قتيبة (٧)، والزجاج (٨).
جاء في مسائل نافع: " قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا﴾، قال: أجدر أن لا تميلوا ولا تبخسوا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول (٩):

إنّا تبعنا رسول الله واطّرحوا قول النّبيّ وعالوا في الموازين" (١٠)
وأصل "العول": الخروج عن الحد ومنه عول الفرائض لخروجها عن حد السهام المسمّاة، وأنشد عكرمة بيتاً لأبي طالب (١١):
بِميزَانِ قِسْطٍ لا يُخِسُّ شَعِيرَةً وَوَازِنِ صِدْقٍ وَزْنُهُ غَيْرُ عَائِلِ
أي غير مائل (١٢).
وكتب عثمان بن عفان إلى أهل الكوفة في شيء عاتبوه فيه: "إني لست بميزان قسطٍ لا أعول" (١٣).
يقال منه: عال الرجل فهو يعول عَوْلا وعيالة، إذا مال وجار. ومنه: عَوْل الفرائض، لأن سهامها إذا زادت دخلها النقص، وأما من الحاجة، فإنما يقال: عال الرجل عَيْلة، وذلك إذا احتاج، كما قال أحيحة بن الجلاح (١٤):
وَمَا يَدْرِي الفَقِيرُ مَتَى غِنَاهُ وَمَا يَدْرِي الغَنُّي مَتَى يَعِيل
بمعنى: يفتقر (١٥).
الفوائد:
١ - أنه ينبغي للإنسان أن يختار قبل النكاح، بل وقد أباح له الشارع النظر إلى من يريد تزوجها ليكون على بصيرة من أمره، قال تعالى: ﴿فانكحوا ما طاب لكم من النساء﴾ (١٦).
٢ - جواز نكاح أكثر من واحدة إلى أربع مع الأمن من الحيف والجور.
(١) انظر: تفسير ابن أبي حاتم (٤٦٧١): ص ٣/ ٨٦٠.
(٢) انظر: تفسير الطبري (٨٤٩٦): ص ٧/ ٥٥١.
(٣) انظر: تفسير الطبري (٨٤٩٨): ص ٧/ ٥٥١.
(٤) انظر: تفسير الطبري (٨٤٩٩): ص ٧/ ٥٥١.
(٥) انظر: تفسير ابن أبي حاتم (٤٦٧١): ص ٣/ ٨٦٠.
(٦) انظر: معاني القرآن: ١/ ٢٥٥.
(٧) انظر: غريب القرآن: ١١٩.
(٨) انظر: معاني القرآن: ٢/ ١١.
(٩) انظر: البيت في الإتقان): ٦/ ١٢٤. و (سيرة ابن هشام): ١/ ٣٥٤. وأساس البلاغة): ٢/ ١٤٩.
والشاعر: هو عبد الله بن الحارث بن قيس السهمي القرشي، شاعر من الصحابة، كان يلقب بالمبرق، لشعر قال فيه:
إذا أنا لم أبرق فلا يسعنّني من الأرض بر ذو فضاء ولا بحر
قتل باليمامة، وقيل بالطائف سنة (١١) هـ الموافق (٦٣٢) م. (انظر: الإصابة رقم ٤٥٩٦، ونسب قريش: ٤٠١. والأعلام: ٤/ ٧٧).
(١٠) مسائل نافع بن الأزرق: ٧٨.
(١١) انظر: تفسير ابن ابي حاتم (٤٧٦٢): ص ٣/ ٨٦٠، وانظر: البيت في سيرة ابن هشام ١: ٢٩٦، وغيرها كثير. من القصيدة التي زعموا أن أبا طالب قالها وواجه بها قريشًا في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال فيها إنه غير مسلم رسول الله ﷺ ولا تاركه لشيء أبدًا حتى يهلك دونه. يقول قبل البيت:
جَزَى اللهُ عَنَّا عَبْدَ شَمْسٍ ونَوْفَلا عُقُوبَةَ شَرّ عَاجِلا غَيْرَ آجِلِ.
(١٢) انظر: تفسير الطبري: ٧/ ٥٤٩ - ٥٥١، والنكت والعيون: ٢/ ٤٥٠.
(١٣) أخرجه الطبري (٨٤٩٤): ص ٧/ ٥٥١.
(١٤) انظر: جمهرة أشعار العرب: ١٢٥، ومعاني القرآن للفراء ١: ٢٥٥، الجمهرة لابن دريد ٢: ١٩٣، وتاريخ ابن الأثير ١: ٢٧٨، اللسان (عيل).
(١٥) انظر: تفسير الطبري: ٧/ ٥٤٨ - ٥٤٩.
(١٦) انظر: تفسير السعدي: ١٦٣.


الصفحة التالية
Icon