قال مجاهد: " فضل الله: الدين" (١). وروي عن أبي العالية، وعكرمة، وهلال بن يساف، وقتادة، والربيع أنس نحو ذلك (٢).
وقال أبو سعيد: " فضل الله القرآن" (٣). وروي عن زيد بن أسلم مثل ذلك (٤).
عن ابن عباس: " ﴿ورحمته﴾، قال: ورحمته أن جعلكم من أهل القرآن" (٥). وروي عن أبي العالية، ومجاهد، والحسن، والضحاك، وهلال بن يساف، وقتادة، وزيد بن أسلم، وسالم ابن أبي الجعد، والربيع بن أنس نحو ذلك (٦).
وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه: "قول الله تعالى: ﴿ورحمته﴾، قال:
الإسلام" (٧).
وعن قتادة في قوله: " ﴿ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا﴾، يقول: لاتبعتم الشيطان كلكم" (٨).
وعن ابن عباس قوله: " ﴿إلا قليلا﴾، يعني: بالقليل: المؤمنين" (٩).
وعن الضحاك قوله: " ﴿إلا قليلا﴾، فهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كانوا حدثوا أنفسهم بأمر من أمر الشيطان" (١٠).
قال مقاتل: ﴿{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ﴾ " يعني: ونعمته، فعصمكم من قول المنافقين، ﴿لاتبعتم الشيطان إلا قليلا﴾، نزلت في أناس كانوا يحدثون أنفسهم بالشرك" (١١).
قال الزمخشري: ﴿فضل الله﴾: "هو إرسال الرسول، وإنزال الكتاب، والتوفيق، ﴿لاتبعتم الشيطان﴾، أي: لبقيتم على الكفر إلا قليلا منكم، أو إلا اتباعا قليل" (١٢).
وفي تفسير قوله تعالى: ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [النساء: ٨٣]، وجوه:
أحدها: معناه: لولا ما أنزله الله عليكم من القرآن، وبيّن لكم من الآيات على لسان نبيه لاتبعتم الشيطان إلا قليلا منكم لمم يكن يتبع الشيطان. ذكره الزجاج عن بعضهم (١٣).
والثاني: لعلمه الذين يستنبطون إلا قليلاً منكم. وهذا قول الحسن (١٤)، وقتادة (١٥)، وأهل اللغة (١٦).
والثالث: أن المعنى: أذاعوا به إلا قليلاً لم يذع ولم يفش، وهذا قول ابن عباس (١٧)، وابن زيد (١٨)، والكلبي (١٩)، وهو اختيار الفراء (٢٠)، والنحويين (٢١).
قال الفراء: " وهو أجود، لأن علم السرايا إذا ظهر علمه المستنبط وغيره، والإذاعة قد تكون في بعضهم دون بعض. فلذلك استحسنت الاستثناء من الإذاعة" (٢٢).
(٢) انظر: تفسير ابن أبي حاتم (٥٦٩٦): ص ٣/ ١٠١٦.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم (٥٦٩٧): ص ٣/ ١٠١٦.
(٤) انظر: تفسير ابن أبي حاتم (٥٦٩٧): ص ٣/ ١٠١٦.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم (٥٦٩٨): ص ٣/ ١٠١٦.
(٦) انظر تفسير ابن أبي حاتم (٥٦٩٨): ص ٣/ ١٠١٦.
(٧) أخرجه ابن أبي حاتم (٥٦٩٩): ص ٣/ ١٠١٧.
(٨) أخرجه ابن أبي حاتم (٥٧٠١): ص ٣/ ١٠١٧.
(٩) أخرجه ابن أبي حاتم (٥٧٠٢): ص ٣/ ١٠١٧.
(١٠) أخرجه ابن أبي حاتم (٥٧٠٣): ص ٣/ ١٠١٧.
(١١) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٣٩٣.
(١٢) الكشاف: ١/ ٥٤١.
(١٣) انظر: معاني القرآن: ٢/ ٨٤.
(١٤) انظر: النكت والعيون: ١/ ٥١١.
(١٥) انظر: النكت والعيون: ١/ ٥١١.
(١٦) انظر: معاني القرآن: ٢/ ٨٤.
(١٧) انظر: النكت والعيون: ١/ ٥١٢.
(١٨) انظر: النكت والعيون: ١/ ٥١٢.
(١٩) انظر: تفسير الثعلبي: ٣/ ٣٥١.
(٢٠) انظر: معاني القرآن: ١/ ٢٧٩.
(٢١) انظر: معاني القرآن: ٢/ ٨٤.
(٢٢) معاني القرآن: ١/ ٢٧٩ - ٢٨٠.