عائشة؛ فإن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله، أو لم تسمعي ما قلت لهم؟ ! » (١). يعني: رددت عليهم، فقلت: "عليكم". فهذا إذا قالوا السام عليكم، وأما إذا عُلم أنهم قالوا السلام؛ فلا يخصون في الرد فيقال: عليكم. فيصير بمعنى السلام عليكم لا علينا بل يقال: وعليكم.
٣ - إثبات اسم «الحسيب» لله تعالى، وهو اسم له ثابتٌ بالكتاب والسنة، قال الرسول-صلى الله عليه وسلم-: " إن كان أحدكم مادحاً لا محالة؛ فليقل: أحسب كذا وكذا - إن كان يرى أنه كذلك -، وحسيبه الله، ولا يُزكَّى على الله أحد" (٢).
ومعنى الحسيب؛ أي: الحفيظ، والكافي، والشهيد، والمحاسب.
القرآن
﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا (٨٧)﴾ [النساء: ٨٧]
التفسير:
الله وحده المتفرد بالألوهية لجميع الخلق، ليجمعنكم يوم القيامة، الذي لا شك فيه، للحساب والجزاء. ولا أحد أصدق من الله حديثًا فيما أخبر به.
سبب النزول:
قال مقاتل: " نزلت في قوم شكوا في البعث فأقسم الله- عز وجل- بنفسه ليبعثهم إلى يوم القيامة لا ريب فيه" (٣).
قوله تعالى: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ [النساء: ٨٧]، " أي: الله الواحد الذي لا معبود سواه" (٤).
قال ابن كثير: " إخبار بتوحيده وتفرده بالإلهية لجميع المخلوقات، وتضمَّن قسما" (٥).
عن ابن عباس في قوله: " ﴿لا إله إلا هو﴾، قال: توحيد" (٦).
قال محمد بن إسحاق: "لا إله إلا الله، أي ليس معه غيره شريك في أمره" (٧).
قوله تعالى: ﴿لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ﴾ [النساء: ٨٧]، " أي: ليحشرنكم من قبوركم إِلى حساب يوم القيامة الذي لا شك فيه" (٨).
قال الواحدي: " أَيْ: واللَّهِ ليجمعنَّكم في القبور" (٩).
قال الطبري: أي: " ليبعثنَّكم من بعد مماتكم، وليحشرنكم جميعًا إلى موقف الحساب الذي يجازي الناس فيه بأعمالهم، ويقضي فيه بين أهل طاعته ومعصيته، وأهل الإيمان به والكفر، ولا شك في حقيقة ما أقول لكم من ذلك وأخبركم من خبري: أنّي جامعكم إلى يوم القيامة بعد مماتكم " (١٠).
قال ابن كثير: " خبر وقَسَم أنه سيجمع الأولين والآخرين في صعيد واحد فيجازي كل عامل بعمله" (١١).
قال الواحدي: " معنى ﴿ليجمعنكم﴾: أي: في الموت، أو في النشور إلى يوم القيامة، أي: ليضمنكم إلى ذلك اليوم ويجمعن بينكم وبينه بأن يجمعكم فيه" (١٢).
قال اب عطية: " والجمع هنا بمعنى الحشر، فلذلك حسنت بعده إلى، أي: إليه السوق والحشر" (١٣).
قال ابو العالية: " ﴿لَا رَيْبَ فِيهِ﴾، لا شك فيه" (١٤).
قال مقاتل: ﴿لا رَيْبَ فِيهِ﴾، " يعني: لا شك في البعث" (١٥).
(٢) رواه: البخاري (٦١٦٢).
(٣) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٣٩٤.
(٤) صفوة التفاسير: ٢٦٩.
(٥) تفسير ابن كثير ٢/ ٣٧٠.
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم (٥٧٣٥): ص ٣/ ١٠٢٢.
(٧) أخرجه ابن أبي حاتم (٥٧٣٦): ص ٣/ ١٠٢٢.
(٨) صفوة التفاسير: ٢٦٩.
(٩) الوجيز: ٢٧٩.
(١٠) تفسير الطبري: ٨/ ٥٩٢.
(١١) تفسير ابن كثير ٢/ ٣٧٠.
(١٢) التفسير البسيط: ٧/ ٢٥.
(١٣) المحرر الوجيز: ٢/ ٨٨.
(١٤) أخرجه ابن اب حاتم (٥٧٣٧): ص ٣/ ١٠٢٢.
(١٥) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٣٩٤.