وقرئ: «من اجل ذلك»، بحذف الهمزة وفتح النون لإلقاء حركتها عليها، وقرأ أبو جعفر: «من إجل ذلك»، بكسر الهمزة وهي لغة فإذا خفف كسر النون ملقيا لكسرة الهمزة عليها (١).
قوله تعالى: ﴿أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ﴾ [المائدة: ٣٢]، أي: " أنه من قتل نفسا بغير سبب من قصاص، أو فساد في الأرض بأي نوع من أنواع الفساد، الموجب للقتل كالشرك والمحاربة" (٢).
قال مقاتل: " من قتل نفسا بغير نفس عمدا، ﴿أو فساد في الأرض﴾: أو عمل فيها بالشرك وجبت له النار ولا يعفى عنه حتى يقتل" (٣).
قال الزمخشري: أي: " بغير قتل نفس، لا على وجه الاقتصاص، أو بغير فساد في الأرض وهو الشرك، وقيل: قطع الطريق" (٤).
قال ابن كثير: " أي: ومن قتل نفسًا بغير سبب من قصاص، أو فساد في الأرض، واستحل قتلها بلا سبب ولا جناية" (٥).
قال ابن عطية: " قوله تعالى: ﴿بغير نفس﴾، معناه: بغير أن تقتل نفسا فتستحق القتل، وقد حرم الله تعالى نفس المؤمن إلا بإحدى ثلاث خصال، كفر بعد إيمان، أو زنا بعد إحصان، أو قتل نفس ظلما وتعديا. وهنا يندرج المحارب، و «الفساد في الأرض» بجميع الزنا والارتداد والحرابة" (٦).
قال الطبري: "فسادها في الأرض، إنما يكون بالحرب لله ولرسوله، وإخافة السبيل" (٧).
وقرأ الحسن: «أو فسادا في الأرض»، بنصب الفساد على فعل محذوف وتقديره أو أتى فسادا أو أحدث فسادا، وحذف الفعل الناصب لدلالة الكلام عليه (٨).
قوله تعالى: ﴿فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة: ٣٢]، أي: " فكأنما قتل الناس جميعًا فيما استوجب من عظيم العقوبة من الله" (٩).
قال الزجاج: " أي: المؤمنون كلهم خصماء القاتل، وقد وترهم وتر من قصد لقتلهم جميعا" (١٠).
قال ابن كثير: " لأنه لا فرق عنده بين نفس ونفس" (١١).
قال البيضاوي: " من حيث أنه هتك حرمة الدماء وسن القتل، وجرأ الناس عليه، أو من حيث إن قتل الواحد وقتل الجميع سواء في استجلاب غضب الله سبحانه وتعالى والعذاب العظيم" (١٢).
قوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة: ٣٢]، أي: " أي ومن تسبَّب لبقاء حياتها واستنقذها من الهَلَكة فكأنه أحيا جميع الناس" (١٣).
قال ابن كثير: " أي: حرم قتلها واعتقد ذلك، فقد سلم الناس كلهم منه بهذا الاعتبار" (١٤).
(٢) التفسير الميسر: ١١٣.
(٣) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٤٧١.
(٤) الكشاف: ١/ ٦٢٧.
(٥) تفسير ابن كثير: ٣/ ٩٢.
(٦) المحرر الوجيز: ٢/! ٨٢.
(٧) تفسير الطبري: ١٠/ ٢٣٢
(٨) انظر: المحرر الوجيز: ٢/ ١٨٢.
(٩) التفسير الميسر: ١١٣.
(١٠) معاني القرآن: ٢/ ١٦٩.
(١١) تفسير ابن كثير: ٣/ ٩٢.
(١٢) تفسير البيضاوي: ٢/ ١٢٤.
(١٣) صفوة التفاسير: ٣١٣
(١٤) تفسير ابن كثير: ٣/ ٩٢.