٣ - وأخرج الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " والحاكم وصححه من طريق روح بن صلاح المصري، عن أنس رضي الله عنه، في قصة وفاة فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب رضي الله عنهما؛ أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دخل لحدها، واضطجع فيه، ثم قال: «الله الذي يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، اللهم! اغفر لي ولأمي فاطمة بنت أسد، ولقنها حجتها، ووسع عليها مدخلها، حق نبيك والأنبياء الذين من قبلي؛ فإنك أرحم الراحمين» (١).
٤ - وجاء من طريق عمرو بن ثابت عن ابن عباس رضي الله عنه؛ قال: سألت النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه، قال: " سأل بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت عليَّ، فتيب عليه " (٢).
٥ - وروي: " إذا كانت لكم إلى الله حاجة؛ فسلوه بجاهي؛ فإن جاهي عند الله عظيم " (٣).
٦ - وفي الباب الثالث من القسم الثاني من الشفاء عن محمد بن حميد الرازي، أن مالكاً والخليفة المنصور اجتمعا، فسأل المنصور مالكاً: أيستقبل القبلة ويدعو أو يستقبل رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ فأجابه: " ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى الله يوم القيامه، بل استقبله واستشفع به؛ يشفعه الله فيك. قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾ [النساء: ٦٤] " (٤).

(١) ضعيف: أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (٣/ ١٢١)؛ قال: حدثنا سليمان بن أحمد- وهو الطبراني- وهذا في (المعجم الكبير " (٢٤/ ٣٥١ - ٣٥٢/ ٨٧١) - و " الأوسط " كما في " المجمع " (٩/ ٢٥٧) - ثنا أحمد بن حماد بن زغبة حدثنا روح بن صلاح أخبرنا سفيان الثوري عن عاصم الأحول عن أنس بن مالك؛ قال: لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أمّ عليّ رضي الله عنهما، دخل عليها رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فجلس عند رأسها، فقال: " رحمكِ اللهُ يا أمّي، كنتِ أمّي بعد أمّي، تجوعين وتشبعيني، وتعرين وتكسيني، وتمنعين نفسك طيّباً وتطعميني، تريد بذلك وجه الله والدار الآخرة "، ثم أمر أن تغسل ثلاثاً، فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور؛ سكبه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بيده، ثم خلع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قميصه فألبسها إياه، وكفنها ببرد فوقه، ثم دعا رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاماً أسود يحفرون، فحفروا قبرها، فلما بلغوا اللحد، حفره رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بيده، وأخرج ترابه بيده، فلما فرغ؛ دخل رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فاضطجع فيه، فقال:... " فذكره، وزاد: " وكبَّر عليها أربعاً، وأدخلوها اللحد هو والعباس وأبو بكر الصديق رضي الله عنهم".
(٢) منكر: آفته عمرو بن ثابت الذي سيذكر المؤلف قريباً أقوال بعض أهل العلم في تضعيفه جداً، ثم هو مخالف للثابت عن ابن عباس في تفسير الكلمات التي تلقاها آدم من ربه، فأخرج الحاكم (٢/ ٥٤٥) عنه: " ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ﴾؛ قال: أي ربّ! ألم تخلقني بيدك؛ قال: بلى، قال: أي ربّ! ألم تنفخ في من روحك؛ قال: بلى. قال: أي ربّ! ألم تسكني جنتك؛ قال: بلى. قال: أي رب! ألم تسبق رحمتك غضبك؛ قال: بلى. قال: إن تبتُ وأصلحتُ أراجعي أنتَ إلى الجنة؛ قال: بلى. قال: فهو قوله: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ﴾ ".
وقال الحاكم: " صحيح الإِسناد "، ووافقه الذهبي.
قلتُ: وهو في حكم المرفوع كما لا يخفى، فدلّ على نكارة حديث عمرو بن ثابت، والله أعلم.
(٣) باطل لا أصل له: قال شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في " القاعدة الجليلة " المطبوعة ضمن " مجموع الفتاوى " (١/ ٣١٩):
" وهذا الحديث كذب ليس في شيءٍ من كتب المسلمين التي يعتمد عليها أهل الحديث، ولا ذكره أحدٌ من أهل العلم بالحديث، مع أن جاهه عند الله تعالى أعظم من جاه جميع الأنبياء والمرسلين... ".
وانظر: (١/ ٣٤٦ و ٢٤/ ٣٣٥ و ٢٧/ ١٢٦) منه أيضاً.
(٤) منقطع، ابن حميد هو محمد بن حميد الرازي، وهو ضعيف كثير المناكير غير محتج بروايته، ولم يسمع من مالك شيئاً ولم يلقه، بل روايته عنه منطقة غير متصلة.


الصفحة التالية
Icon