وهذا الحديث إن صح فينبغي أن يكون مقصورا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه سيد ولد آدم، وألا يقسم على الله بغيره من الأنبياء والملائكة، لأنهم ليسوا في درجته، وأن يكون هذا مما خُص به تنبيها على درجته ومرتبته" (١).
قال بعض أهل العلم: " وأما جاه النبي -صلى الله عليه وسلم- فورد فيه حديث مشكل، فإذا اجتهد أحد العلماء وأجاز ذلك -لا سيما أنه ورد عن بعض الصحابة أنه كان يجيز ذلك- فيكون هذا من الاجتهاد الذي يعذر فيه صاحبه، لا نبدعه ولا نعصمه في نفس الوقت، وإنما نقول: الصواب هو ترك هذا لضعف حديث الأعمى، ولغموض الاستدلال به (٢).
القرآن
﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٣٦)﴾ [المائدة: ٣٦]
التفسير:
إن الذين جحدوا وحدانية الله، وشريعته، لو أنهم سلكوا جميع ما في الأرض، وملكوا مثله معه، وأرادوا أن يفتدوا أنفسهم يوم القيامة من عذاب الله بما ملكوا، ما تَقبَّل الله ذلك منهم، ولهم عذاب مُوجع.
قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [المائدة: ٣٦]، أي: " إن الذين جحدوا وحدانية الله، وشريعته" (٣).
قال المراغي: " أي إن الذين جحدوا ربوبية ربهم وعبدوا غيره من عجل أو صنم أو وثن وهلكوا وهم على هذه الحال قبل التوبة" (٤).
قوله تعالى: ﴿لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ﴾ [المائدة: ٣٦]، أي: " لو أنهم سلكوا جميع ما في الأرض، وملكوا مثله معه" (٥).
قال السمرقندي: " يقول: إن الكافر إذا عاين العذاب ثم تكون له الدنيا جميعا ومثلها معها" (٦).
قال البيضاوي: أي: " من صنوف الأموال جميعا ومثله معه" (٧).
قال ابن كثير: " أي: لو أن أحدهم جاء يوم القيامة بملء الأرض ذهبًا، وبمثله" (٨).
قوله تعالى: ﴿لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ [المائدة: ٣٦]، أي: " وأرادوا أن يفتدوا أنفسهم يوم القيامة من عذاب الله بما ملكوا" (٩).
قال البيضاوي: أي: " ليجعلوه فدية لأنفسهم. من عذاب يوم القيامة" (١٠).

(١) فتاوى العز بن عبد السلام ص ١٢٦. ، وانظر: قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (ص: ١٤٧) - ط المكتب الإسلامي-، وفتوى العز موجودة في المطبوع من فتاويه (ص: ١٢٦ - ١٢٧).
(٢) انظر: شرح كتاب التوحيد، عبدالرحيم السلمي: الدرس (٧) /١٩. [دروس صوتية مرقم آليا].
(٣) التفسير الميسر: ١١٣.
(٤) تفسير المراغي: ٦/ ١١٢.
(٥) التفسير الميسر: ١١٣.
(٦) بحر العلوم: ٣٨٧.
(٧) تفسير البيضاوي: ٢/ ١٢٥.
(٨) تفسير ابن كثير: ٣/ ١٠٥.
(٩) التفسير الميسر: ١١٣.
(١٠) تفسير البيضاوي: ٢/ ١٢٥.


الصفحة التالية
Icon