ثم لا تُحسن إلا إلى كريم.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(ثم لا تُحسن إلا إلى كريم) عبارة أصليه (١): (إلى غير كريم) إلخ.
" قال أبو حيان (٢): " ليست الآية كالمثال الذي مثله، وحاصل ما ذكره: أن (ثم) تسلب الترتيب، وأن لها معنى غيره، سماه بالتفاوت والبُعْد لما بعدها عما قبلها، ولم يَجُزْ في الآية ذكر الإفاضة الخطأ، فيكون (ثم) في قوله: ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا﴾ جاءت لِبُعْد ما بين الإفاضتين وتفاوتهما، ولا نعلم أحدا سبقه (٣) إلى هذا المعنى لـ (ثم)." (٤)
وقال الحلبي (٥): " هذا (٦) تحامل، فإنه يعني بالتفاوت والبُعْد: التراخي الواقع بين الرتبتين، وسيأتي له نظائر. وبمثل هذه الأشياء لا يُرَد كلام مثل هذا الرجل (٧). " (٨)
_________
(١) يقصد بأصليه: تفسير الكشاف وتفسير البيضاوي.
ينظر: تفسير الكشاف (١/ ٢٤٧)، تفسير البيضاوي (١/ ١٣١) [المسمى: أنوار التنزيل وأسرار التأويل، لناصر الدين البيضاوي ت: ٦٨٥ هـ، تحقيق: محمد عبد الرحمن المرعشلي، دار إحياء التراث العربي - بيروت، ط: الأولى - ١٤١٨ هـ].
(٢) أبو حيان: هو محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الغرناطي الأندلسي، أثير الدين، أبو حيان، المتوفي: ٧٤٥ هـ، من كبار علماء العربية والتفسير والحديث والتراجم واللغات، له تصانيف عديدة اشتهرت في حياته وقُرئت عليه، منها: (البحر المحيط) في تفسير القرآن، (النهر) اختصر به البحر المحيط، (إتحاف الأريب بما في القرآن من الغريب)، (التذييل والتكميل) في شرح التسهيل لابن مالك في النحو، (مطول الإرتشاف) ومختصره. ينظر: طبقات المفسرين للداودي (٢/ ٢٨٧)، شذرات الذهب (٨/ ٢٥١)، طبقات المفسرين للأدنروي (٢٧٨).
(٣) يقصد: الإمام الزمخشري في تفسيره الكشاف.
(٤) البحر المحيط (٢/ ٣٠٢).
(٥) الحلبي: هو أحمد بن يوسف بن عبد الدايم الحلبي، أبو العباس، شهاب الدين، المعروف بالسمين الحلبي، المتوفي: ٧٥٦ هـ، مفسر عالم بالعربية والقراءات، شافعي المذهب، من كتبه: (تفسير القرآن)، (القول الوجيز في أحكام الكتاب العزيز)، (الدر المصون) في إعراب القرآن، (عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ) في غريب القرآن، (شرح الشاطبية) في القراءات، قال عنه ابن الجزري: لم يُسبق إلى مثله. ينظر: شذرات الذهب (٨/ ٣٠٧)، طبقات المفسرين للأدنروي (٢٨٧).
(٦) أي الذي ناقشَ الإمامُ أبو حيان به الإمامَ الزمخشري.
(٧) يقصد: الإمام الزمخشري.
(٨) الدر المصون (٢/ ٣٣٥).


الصفحة التالية
Icon