وِقيل: من مُزدلفة إلى مِنَى بَعد الإفاضة مِن عرفة إليها، والِخطاب عَام.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قال السفاقسي (١): " تَجَوَّز بها إلى التراخي المعنوي، لمشابهته للتراخي الزماني؛ لما بينهما من التفاوت، فلم يثبت لها معنى آخر حقيقة. " ". (٢) (سيوطي)
(وِقيل): " ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ﴾ وهم الحمس، أي: من المزدلفة إلى مِنَى بعد الإفاضة من عرفات. " (٣) (ك)
قال السعد:
" (وقيل: [إلخ] (٤)) إشارة إلى وجه تكون فيه (ثم) على أصلها، وهو أن يكون المراد بالناس: المعهودين، وهم: الحمس، فيكون أمرا بالإفاضة من المزدلفة إلى مِنَى بعد الإفاضة من عرفات.
وفي قوله: (بعد الإفاضة من عرفات) دون أن يقول: بعد الذكر بالمشعر، إشعار بأنه معطوف على أفيضوا من عرفات، المدلول عليه بقوله: ﴿فَإِذَا أَفَضْتُم﴾، لا على ﴿فَاذْكُرُوا اللَّهَ﴾، لكنه يحمل على الأخذ بالحاصل محافظة على الظاهر من عطف الأمر على الأمر.
فإن قيل: لا حاجة في هذا المعنى إلى حَمْل الناس على الحمس؛ لجواز أن يراد: ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النّاسُ﴾ إليه وهو المزدلفة!
قلنا: الظاهر: ﴿مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ﴾ من حيث أفاضوا منه، لا من حيث أفاضوا إليه." (٥) أهـ
_________
(١) السفاقسي: هو إبراهيم بن محمد بن إبرهيم القيسي السفاقسي، أبو إسحاق، برهان الدين، المتوفي: ٧٤٢ هـ، فقيه مالكي، أخذ من علماء مصر والشام، وأفتى ودَرَّس سنين، له مصنفات منها: (المجيد في إعراب القرآن المجيد - خ) ويسمى: إعراب القرآن، و (شرح ابن الحاجب) في أصول الفقه.
ينظر: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة (١/ ٦١) [لأحمد بن حجر العسقلاني ت: ٨٥٢ هـ، تحقيق: محمد عبد المعيد ضان، الناشر: مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند، ط: الثانية، ١٣٩٢ هـ/ ١٩٧٢ م]، طبقات المفسرين للأدنروي (١/ ٢٧٦).
(٢) حاشية السيوطي على تفسير البيضاوي (٢/ ٣٩٦ - ٣٩٧).
(٣) تفسير الكشاف (١/ ٢٤٧).
(٤) سقط من ب.
(٥) مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (١٣٢ / ب).