﴿فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ﴾ عبادتكم المتعلقة بالحج، وفرغتم منها
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(وعباداتكم إلخ) في (ق):
" أي قضيتم العبادات الحجية، وفرغتم منها." (١) فمعنى قضيتم: أديتم. (٢)
وفي (ش):
" (وفرغتم)؛ لأن معنى قضيت الحج: أديته وأتممته. والمناسك: جمع منسك، وهو: النسك أي: العبادة (٣). " (٤)
وفي (ز):
" المناسك: جمع منسك، الذي هو مصدر بمعنى النسك.
_________
(١) تفسير البيضاوي (١/ ١٣٢).
وينظر: تفسير الطبري (٤/ ١٩٥)، التفسير البسيط (٤/ ٥٧) [لعلي بن أحمد الواحدي النيسابوري ت: ٤٦٨ هـ، أصل تحقيقه في (١٥) رسالة دكتوراة بجامعة الإمام محمد بن سعود، ثم قامت لجنة علمية بسبكه وتنسيقه، الناشر: عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود. ط: الأولى، ١٤٣٠ هـ]، معالم التنزيل (١/ ٢٥٧)، تفسير القرطبي (٢/ ٤٣١)، مدارك التنزيل (١/ ١٧٢)، روح المعاني (١/ ٤٨٥).
(٢) ينظر مادة (قضى) في: المفردات في غريب القرآن (١/ ٦٧٥)، المصباح المنير (٢/ ٥٠٧).
وقال الإمام الرازي في " مفاتيح الغيب " (٥/ ٣٣٣) ما ملخصه: " اعْلَمْ أَنَّ الْقَضَاءَ إِذَا عُلِّقَ بِفِعْلِ النَّفْسِ، فَالْمُرَادُ بِهِ: الْإِتْمَامُ وَالْفَرَاغُ، وَإِذَا عُلِّقَ عَلَى فِعْلِ الْغَيْرِ فَالْمُرَادُ بِهِ: الْإِلْزَامُ.
نَظِيرُ الْأَوَّلِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ﴾ [فُصِّلَت: ١٢]، ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ﴾ [الجمعة: ١٠].
وَنَظِيرُ الثَّانِي: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ﴾ [الإسراء: ٢٣].
وَإِذَا اسْتُعْمِلَ فِي الْإِعْلَامِ، فَالْمُرَادُ أَيْضًا ذَلِكَ كَقَوْلِهِ: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَاءِيلَ فِي الْكِتَابِ﴾ [الإسراء: ٤]، يَعْنِي أَعْلَمْنَاهُمْ." أهـ
وينظر: الوجوه والنظائر (١/ ٣٩٣) [لأبي هلال العسكري ت: نحو ٣٩٥ هـ، حققه وعلق عليه: محمد عثمان، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، ط: الأولى، ١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م]، نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر (١/ ٥٠٦) [لأبي الفرج بن الجوزي ت: ٥٩٧ هـ، تحقيق: محمد عبد الكريم كاظم الراضي، مؤسسة الرسالة - لبنان/ بيروت، ط: الأولى، ١٤٠٤ هـ - ١٩٨٤ م]، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (٢/ ٢٧٦) [للفيروزآبادى ت: ٨١٧ هـ، تحقيق: محمد علي النجار، الناشر: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - لجنة إحياء التراث الإسلامي، القاهرة].
(٣) الْمَنَاسِكُ: أُمُورُ الْحَجِّ وَاحِدُهَا: مَنْسكٌ، بفتح السين وكسرها، وَالْمَصْدَرُ: النُّسْكُ، بِضَمِّ النُّونِ وَسُكُونِ السِّينِ، وَأَصْلُهُ الْعِبَادَةُ، وَيُطْلَقُ عَلَى أَمْرِ الْحَجِّ، وَيُطْلَقُ عَلَى أَمْرِ الْقُرْبَانِ أَيْضًا، والنَّسِيكَةُ: الذَّبِيحَةُ، وَجَمْعُهَا: النُّسُكُ بِضَمِّ النُّونِ وَالسِّينِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ﴾ [البقرة: ١٩٦].
ينظر: طلبة الطلبة في الاصطلاحات الفقهية (١/ ٢٧) [لأبي حفص، نجم الدين النسفي ت: ٥٣٧ هـ، المطبعة العامرة، مكتبة المثنى ببغداد، ط: ١٣١١ هـ]، القاموس الفقهي (١/ ٣٥٢).
(٤) حاشية الشهاب على البيضاوي (٢/ ٢٩٢).